في زمنٍ يتشبث فيه الكثيرون بالكراسي والسلطة، يظهر أكيو تويودا برؤية قائد حقيقي، يُدرك أن القيادة ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه المستقبل…
قبل اسبوع، وبعد العمل لـ 14 عاماً في الشركة عن عمر 67 عاما يتقدم تويودا بالاستقالة، والمبرر بأنه قد تقدم في السن ولم يعد يستطيع فهم ذوق الاجيال الجديدة في السيارات…
شجاعته في التنحي ليست انسحابًا، بل خطوة واعية تفسح الطريق لجيل جديد يدرك نبض السوق ومتطلبات المرحلة، وأن يعترف قائد بحجم تويودا أنه لم يعد يفهم ذوق الأجيال الجديدة، هو تجسيد للحكمة والوعي الذاتي، تلك السمات التي تفوق كل قوة…
إنه درس في القيادة المستنيرة؛ أن تعرف متى تسلم الشعلة، فتضمن استمرار النجاح بدلًا من أن تتشبث بالماضي وتُرهق المؤسسة بالخسائر…
تويودا أثبت أن أعظم القادة هم من يعرفون أن التغيير هو جزء من النجاح، وأن الفضل يكمن في ضمان استمرار التميز حتى بعد رحيلهم…
حل مكانه كوجي ساتو مدير لكزس، عبر إحلالٍ قيادي اتسم بالرؤية المستقبلية والوعي بأهمية التجديد في القيادة….
بينما نرى الكثير من قادة المؤسسات يتشبثون رغم تراجعهم الواضح، بل ويخططون للبقاء طويلًا بعقلية “الإلتصاق القيادي” التي لا تسمح بتفكيكهم، ويغفلون أنهم بهذا يكتبون مستقبل فشل مؤسساتهم بأيديهم، ولو أنهم تحلوا بالشجاعة، وتنحوا في أوج نجاحهم، لصنعوا نهاية تليق بمسيرتهم، ولشكّلوا قدوة قيادية فريدة…
إن القائد الحقيقي هو من يدرك أن القيادة ليست بالبقاء لأطول مدة، بل في إتاحة الفرصة لمن يملك فهم الحاضر ورؤية للمستقبل، لضمان استمرار النجاح والتفوق، وليس التمسك بمنصب ينزلق مع الزمن إلى الفشل…
شكرا تويودا على ذلك الدرس القيادي البديع…