دعا لاجتماع هام وشدد على حضور كل ساكني الحارة رجالا ونساء ، ولم يك بوسعهم التخلف اتقاء غضبته ، وخشية حرمانهم من فرص العمل ، الا يكفيهم معاناتهم من البطالة ،وتفضيله أعوانه من المعلمين وحاشيته والغرباء ممن يدينون له بالولاء ، احتشدوا على الرغم من البرد الشديد ، و توزع صبيانه بين الحضور كما اعتادوا لردع من تسول له نفسه بالاعتراض على كلامه ، أو حتى إبداء الرأي ،عرض مالديه في أمر يهمهم جميعا ينطوى على تفرقة بينهم وتمايز، تململوا اشتاطوا غيظا همهموا لرفضهم وضيقهم ،قام أحدهم ليتكلم معلنا رفضه واعترافه ، غمز وأشار للدلاديل أن يتركوه ، معبرا هذا كل مالدي ، سنبدأ التنفيذ من الآن بما عرضته عليكم وأراه خيرا لكم جميعا ، وسكوتكم علامة رضاكم وموافقتم ،خير البر عاجله، عاصفة من التصفيق، والمعترض يضرب كفا بكف ،وقد اغرورقت عيناه بالدموع ، وهو يتمتم حسبنا الله ونعم الوكيل .