كنت واقفا فى شرفة منزلى للاستمتاع بلحظات شروق الشمس فوجدت منظرا لم يكن مالوفا لدينا على مر السنوات وجدت كلاب تلعب مع القطط ويجرى بجانبهما فئران وعرس حول كوم الزبالة المعتاد تواجدة فى منطقتنا فاصبح ملعبا للكلاب والقطط والفئران وليس هذا بغريب ولا عجيب فحول الزبالة تتواجد الحيوانات والحشرات ولكن الامر الذى اثار انتباهى الذى وصل لحد التعجب هو تواجد الكلاب مع القطط بجانب الفئران دون ان ارى اعتداء اى منهما على الاخر وكلنا نعلم حجم العداء بين القطط والكلاب وبين الفئران والكلاب وهذا العداء قديم الازل منذ خلقهم وتنوعت الروايات والحكايات عن سبب العداوة بين الثلاثة الاعداء ومهما كانت الاسباب التى ادت الى هذه العداوة سنجد ان السبب الرئيسى للعداوة بينهما هو من اجل البقاء والغذاء والحفاظ على تواجدهم فى مناطق نفوذها مثلما يحدث بين بنى الانسان تماما فكل خلافات الانسان تدور ايضا على الغذاء والخامات والارض واستغلال الانسان فكان الاحتلال واستعمار الدول بعضها لبعض
ولكن من المؤسف ان نجد ان صراعات وخلافات الكلاب والقطط والفئران قد اوجدوا لها حلا فيما بينهما وتصالحا وعاد الؤئام بينهما وفشل فى ذلك الانسان الذى يزداد طغيانا وقسوة وتكثر الخلافات يوما بعد يوم
فهل تدخلت الامم المتحدة للحيوانات فى اجراء مباحثات بين الثلاثة الاعداء واتخذت قرارات احترمها جميع الحيوانات وعملوا بها فعاد الوفاق بينهما فيما فشلت الامم المتحدة للانسانية فى فرض رايها وتنفيذ قراراتها فزادت حدة الخلافات واصبحت المعارك على كل المستويات وفى ارجاء الارض كلها
ام علمت الكلاب والقطط والفئران ان الصراع على الغذاء والبقاء امر غير اخلاقى لانهما من عند الله فامنوا بان لكل منهم رزق معلوم ومكتوب فانحازوا الى السلام والؤئام ونبذ الخلافات واصبحوا معا حول اكوام الزبالة وحواف الترع اصحاب واصدقاء فى حين ان الانسان وهو الذى ميزة الله بالعقل والحكمة دون الحيونات نسى وتناسى ان الرزق من عند الله وهو مقدر ومكتوب فنسى ذلك ودخل فى صراعات وحروب وعداؤات من اجل الرزق واحتلال الارض وقتل النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق
كل من فى الارض من جماد وحيوانات وانس وجن تعبد الله عز وجل فهل علمت الكلاب والقطط والفئران بقول الله عز وجل وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله وللاسف قد نسيها الانسان ولا يعمل بها الا من رحم ربى ويعتبرها الانسان خضوع وضعف فيتمادى فى عداوتة وجبروتة
خلاصة الامر ان الوفاق قد عاد الى الكلاب والقطط والفئران واصبحوا يعيشون معا فى امن وامان وسلام على غير ما كان معتاد ومعروف وان الامم المتحدة الحيوانية قد نجحت فى اقرار السلام ووقف المعارك بين القطط والكلاب والفئران فى حين فشلت امم الانسان فى تنفيذ واقرار ما عجزت عنه امم الحيوانات وحرصت الكلاب والقطط والفئران على الا يتدخل فى خلافاتهم وعدواتهم حيوانات كبيرة او صغيرة فنجحوا بينما لجاء الانسان فى خلافاتة الى ما يسموه الدول الكبرى ففشلوا وتناثرت خلافاتهم واغرقت موائد المفاوضات
لله فى خلقه شئون فنجحت الحيوانات وفشل الانسان فى التعايش فى امن وامان وسلام ونبذ الخلافات واحترام حقوق الاخرين
مش كده ولا ايه