كتب – عادل ابراهيم
نعلم جميعًا أن التنمر مشكلة خطيرة وضاره على الأفراد والمجتمعات على حدٍ سواء، وبالرغم من ذلك ما زال العديد من الأطفال والبالغين أيضًا يمارسون هذا السلوك سواء وجهًا لوجه، أو عبر الإنترنت. إن فهم الأسباب التي تدفع الأطفال والمراهقين (والناس بشكل عام) إلى التنمر هو المفتاح لمساعدة كل من المتنمرين وضحاياهم. لذلك قامت مدرسة نوفاكيد لتعليم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت بإجراء دراسة شاملة لفهم الأسباب التي تؤدي إلى سلوك التنمر لدى الأطفال. وقد كشفت عن مجموعة من العوامل التي تتراوح من صعوبة التحكم في المشاعر، ومشاكل إدارة الغضب، إلى دوافع الانتقام ورغبة الطفل الانتماء.
فيما يلي عرض مفصل للأسباب الرئيسية وراء التنمر، بالإضافة إلى طرق عملية وفعّالة للتعامل معها.
الحاجة إلى السيطرة
يلجأ بعض الأطفال إلى التنمر لإثبات الهيمنة والقوة في الأوساط الاجتماعية إذ يمكن أن يكون ذلك بسبب:
• الشعور بالعجز: قد يسعى الأطفال الذين يعانون من نقص السيطرة في حياتهم الشخصية إلى القوة من خلال تخويف الآخرين.
• التفوق البدني: قد يستخدم الأطفال الرياضيون أو الأقوياء تفوقهم البدني للهيمنة على الأقران الأضعف.
إن توفير منافذ بديلة للتعبير عن الذات و تنمية حس التعاطف يمكن أن يقلل من التنمر الناتج عن حب السيطرة والحاجة إلى إظهار القوة.
المكانة الاجتماعية وإكتساب الشعبية
غالبًا ما يرتبط التنمر بالمكانة الاجتماعية والرغبة في كسب أو الحفاظ على الشعبية.
• الصعود بالمكانة الإجتماعية: قد يستهدف الأطفال الأقران الأقل شهرة لرفع مكانتهم الخاصة.
• العدوانية : أساليب مثل النميمة، نشر الشائعات، واستبعاد الآخرين هي طرق شائعة يمارسها المتنمرون لإثبات هيمنتهم في المجموعات الاجتماعية.
يمكن التغلب على المعايير الاجتماعية التي تشجع هذه السلوكيات عن طريق تعزيز خلق اللطف والشمولية في البيئة المدرسية.
البحث عن الانتقام
الأطفال الذين تم التنمر عليهم بأنفسهم يصبحون في بعض الأحيان جناة كنوع من الانتقام.
• قد يمارس ضحايا التنمر أنفسهم التنمر على من هم أضعف منهم لاستعادة شعورهم بالقوة.
• مواجهة المتنمرين: في بعض الحالات، يستهدف ضحايا التنمر أولئك الذين اعتدوا عليهم في البداية.
يتطلب كسر هذه الدائرة معالجة الصدمات السابقة، وتقديم الاستشارات، وتعليم آليات التأقلم الصحية.
التحديات في المنزل: تأثير الأسرة على التنمر
تلعب العلاقات العائلية دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك التنمر.
• الأطفال الذين يتعرضون للعنف أو العدوان في المنزل قد يكررون هذه السلوكيات مع أقرانهم.
• التنافس بين الأشقاء: التنمر من الأشقاء الأكبر سنًا يمكن أن يؤدي إلى تقليد الأطفال الأصغر لهذا السلوك خارج المنزل.
• غياب الوالدين: الأطفال الذين يفتقرون إلى الاهتمام أو الإرشاد من مقدمي الرعاية قد يلجؤون إلى التنمر للسيطرة والاعتراف.
البيئات العائلية الداعمة والتواصل الفعّال يمكن أن يساعد في معالجة هذه الأسباب الجذرية.
الملل والبحث عن الاهتمام
بالنسبة لبعض الأطفال، قد يكون التنمر منفذًا للطاقة أو وسيلة لجذب الانتباه.
• قد يتنمر الأطفال الذين يشعرون بالملل أو عدم الانخراط في المدرسة على الآخرين من أجل التسلية.
• قد يصبح التنمر وسيلة لجذب الانتباه، خاصة إذا كانت هناك قلة في الانتباه الإيجابي في المنزل أو المدرسة.
إن تقديم الأنشطة المحفزة وضمان شعور الأطفال بالقيمة يمكن أن يقلل من التنمر المدفوع بالملل أو الإهمال.
عدم فهم مشاعر الآخرين
الأطفال الذين يواجهون صعوبة في التعاطف مع الآخرين قد يجدون التنمر ممتعًا.
• الاستمتاع بالضرر: بعض المتنمرين يجدون متعة في إيذاء الآخرين، ويعتبرون أفعالهم فكاهية أو مسلية.
• يمكن أن يجعل نقص التعاطف من السيطرة التي يتم الحصول عليها من خلال التنمر أكثر إرضاءً.
التحامل وعدم التسامح
غالبًا ما ينشأ التنمر من التحامل أو عدم الفهم لاختلافات الآخرين.
• التحيز الثقافي والديني: قد يستهدف الأطفال أقرانهم بناءً على العرق أو الإثنية أو الدين.
• الفروق الجسدية والصحية: الإعاقات أو الحساسية أو غيرها من الخصائص الفريدة قد تجعل بعض الأطفال عرضة للتنمر.
يعتبر تعزيز التنوع والشمولية في البيئات التعليمية أمر بالغ الأهمية لمعالجة التنمر المرتبط بالتحامل.
كيفية وقف التنمر
يمكن الوقاية من التنمر ومعالجته من خلال تدابير استباقية، تشمل:
ملاحظة العلامات: مراقبة التغيرات السلوكية في كل من الضحايا والمتنمرين، مثل الانسحاب، العدوانية، أو السرية.
بناء بيئات آمنة: إنشاء بيئات يشعر فيها الأطفال بالتقدير والدعم، خالية من الخوف من السخرية.
تعزيز الذكاء العاطفي: تعليم الأطفال مهارات مثل التعاطف، حل النزاعات، وتنظيم الذات.
تشجيع الحوار المفتوح: الحفاظ على تواصل مفتوح مع الأطفال حول حياتهم الاجتماعية ومشاعرهم.
فهم الأسباب الجذرية للتنمر هو الخطوة الأولى نحو خلق بيئات أكثر أمانًا واحترامًا للأطفال. من خلال معالجة
العوامل التي تدفع هذا السلوك، يمكننا تمكين الأطفال من بناء علاقات صحية وأكثر تعاطفًا.