يا أبناءَ الطهر، يا زهورَ الوجود،
أنتُم فلذاتُ أكبادنا، فيكم سرُّ السكون،
في قلوبكم ينبضُ الحلمُ، وعيونكم تحملُ النور،
أنتم الفجرُ الذي لا يغرب، والسماءُ التي لا تنقض.
لم تخلقكم يدانا، بل خلقكم الرحمن الرحيم،
وجعلنا سببًا لوجودكم في هذه الحياة،
أرواحكم الطاهرة، قلوبكم النقية،
هي الفطرة التي لا تمسها يدُ الزمان،
وأنتم الجمالُ الذي تكتمل به هذه الأرض،
نحن لم نكن إلا سببًا في صيرورتكم إلى هذا الكون،
وإنما خلقكم الله لحكمةٍ لا يعلمها إلا هو،
وكل لحظةٍ تقضونها بين أيدينا،
هي هديةٌ من السماء، وعطيةٌ من الرحمن.
يا من جئتُم إلى الدنيا بآيةٍ خاصة،
أينما سرتم، أنتم سكونٌ بين الأرجاء،
همساتُكم تُسمَعُ في الصمت، ورؤاكم سابقةٌ لكل تفسير،
حتى وإن لم تنطقوا، فإن الملائكة تُسجّل دعاءكم،
فأنتم أهل البركة، أهل الطهارة، أهل الصفاء،
وجعل الله دعاءكم مستجابًا، وصوتَكم لا يُسمع إلا في ملكوت السماء.
ألا تعلمون يا من اختاركم الله؟
أنكم لستم عبئًا على الأرض، بل أنتم النعمة،
التي بها تُنار دروبنا، وتُزهر حياتنا،
قلوبكم نقية، أرواحكم طاهرة،
منذ أن لامست أرواحكم الأرض،
أصبحتَ السماءُ تفرحُ بكم، وتبتسمُ لكم الأقدار،
لأن الله اختاركم لتكونوا الزهورَ التي تتفتح في أرضنا،
وأنتم أسمى ما في الوجود، وأعظم من مرَّ على هذه الدنيا.
يا أهل الأرض، يا أهل العطاء،
كونوا لِذوي الاحتياجات الخاصة أخوةً وأبًا،
لا تَحجُبوا عنهم بُعدَكم، بل كُونوا لهم نورًا،
ليحيا الفرح في قلوبهم، وليكن ابتسامتهم شرفًا لنا،
لنكن لهم السند في محنهم، والقوة في ضعفهم،
فهم أشرفُ من سواهُم، وأطهرُ من الخلق جميعًا،
حينما تلامسونهم، تلامسون الحقيقة في روحكم،
تجدون فيها الأمل، وتكتشفون فيها معنى الحب الصادق،
هم أبطالٌ في حرب الحياة، وشجعانٌ في وجه التحدي،
وكل لحظةٍ معهم، هي درسٌ في الصبر، وحكمةٌ في الحياة.
إنه يومكم، يوم الفرح، يوم العناية،
فلنكن جميعًا تلك اليد التي تمتدُّ إليهم،
والقلب الذي يتسع لهم، ليشعروا أنهم لا يُستثنون،
أنهم جزءٌ لا يتجزأ من هذه الأمة،
أنهم أبناؤنا، وبناتُنا، وأرواحنا،
يا أهل السماحة، يا أهل الرحمة،
يا من تهدون الحياة لأرواحهم الطاهرة،
فلنكن لهم وطنًا يحتضنهم،
ولتكن نظراتنا لهم نظرات حب،
وليكن تعاملنا معهم أسمى درجات الإنسانية.
أطفالٌ لم يختاروا أنفسهم،
لكن الله اختار لهم طريقًا يزينه السموُّ،
وأنتم، يا أهل العناية والرحمة،
اختاركم الله لتكونوا السفنَ التي تبحر بهم نحو الأمل.
فكل ضحكةٍ منكم هي شعاعٌ ينير الظلمات،
وكل كلمةٍ طيبةٍ تقولونها هي دعاءٌ من قلبٍ طاهر،
هم نبضٌ في عروقنا، وهم إشراقةٌ في وجه الحياة.
فلنكن جميعًا يدًا واحدة،
نرفع سويا راية الحب والعطاء،
لنصنع مجتمعًا لا يعرف الإقصاء،
مجتمعًا يعانق فيه الجميع،
بلا تمييز، بلا استبعاد،
مجتمعًا يشعُّ بالرحمة، والعدالة، والمساواة.
أيها العظماء، يا أصحاب الطيبة البريئة،
أنتم السكون في زحمة الأيام،
أنتم الطهر الذي يفيض نورًا بيننا،
أنتم الأمل الذي لا يخبو، والضوء الذي لا يغيب.
فلنحتفل بكم، ولنرفع أسماءكم في السماء،
ولنسأل الله أن يجعل دعاءكم مستجابًا،
فأنتم الذين لا يعرفون سوى الحب الصادق،
ورغم كل الظروف، ما زلتم تحملون في قلوبكم السلام.
يا أبناءنا وبناتنا، يا أبطالًا قلوبهم طاهرة،
أنتم الحياة، وأنتم النور، وأنتم الفرح الذي لا يزول،
فطوبى لكم، وبارك الله فيكم،
ووفقنا لأن نكون دائمًا إلى جانبكم،
نصنع معًا عالمًا أجمل، وأسمى، وأرحب.
أنتم الحياة، أنتم الأمل، أنتم الفجر الذي لا يغيب.