يا سيدى:
أورثتَ هذَا المُلكَ يومًا عنْ أبيك ؟
أورثتَ هذِى الأرضَ والحكمَ
وهذَا الشعبَ يومًا عنْ أبيك ؟
بالفرضِ أنكَ قدْ ورثتَ الحكمَ يومًا عنْ أبيك
فارحلْ لأنا لمْ نعدْ نبغيك
أتظنُّ أنكَ خالدٌ
مثلَ الفراعنةِ العظامِ ولنْ تموت ؟
وأنَّ حكمَكَ خالدٌ ومورثٌ
حتَّى إلى يومِ القيامةِ
لا غريبَ ولا بعيدَ ولا دخيلَ ولا شريك
إنْ ضاعت الأرضُ فذلكَ جائزٌ في عُرفِكم
أوْ زالت الدُّنيا فذلكَ جائزٌ شرعِكِم
أوْ ماتَ هذَا الشعبُ ذلكَ جائزٌ
معَ أنهُ هوَ الذي يحميك
إنما الكرسيُّ إنْ ضاعَ فذلكَ لا يجوز
لوْ أنَّ قدرتكَ الشريفةَ حُوصِرتْ وتحجَّمتْ
فإنَّ ذلكَ لا يكونُ ومستحيلٌ لا يجوز
لوْ أنَّ قصركَ خانَ يومًا لا يجوز
فليسَ فوقَ الأرضِ ندٌّ أوْ شريك
وهذهِ الأوطانُ إنْ طُمِسَتْ فلا تعنيك
طالمَا أنتَ على الكرسيِّ تضمنُ كلَّ ما يُبقيك
اِذهبْ وصلِّ ركعتينِ لعلهُ يهديك
واخرجْ قريبًا أوْ بعيدًا لا يهمُّ
فلمِ نعدْ نبغيك
أوَ كلُّ هذا البطشِ لا يكفيك ؟
لمْ ترتوِ مِنْ كلِّ هذَا الدم ِّبعد ؟
أوَ كل هذَا الدمِّ لا يرويك ؟
كلُّ هذَا الدمِّ لا يرويك ؟
إذْ أنتَ لمْ تحكُمْ
فلا أرضٌ ولا شعب ٌولا دينٌ سواك
إنْ كنتَ أخرسَ أو أصمَّ
فما الذي يعميك ؟
أبوكَ لم يُطلقْ رصاصًا
كي يُحرِّرَ وردةَ الجولان يومًا
أنت لم تطلقْ رصاصًا
كي تُحرِّرَ زهرةَ الجولان يومًا
والآنَ تسحقُ شعبكَ الفرسانَ
كي تبقى إلهًا خالدًا
والشعب يركعُ طائعًا أو خائفًا
فليس يجرؤ أنْ يميلَ وأنْ يضلَّ
ولا يفكر مرةً يعصيك
سفَّاحُ يا طاغوتُ
يا كلَّ الخرابِ الآدميّ
مِن أيِّ جنسٍ آدميٍّ أنتَ قلْ لِي ؟
مِن أيِّ جنسٍ آدميٍّ فسِّرْ وقلْ لِي ؟
لعنة اللهِ عليك
وكل مَنْ ولاكَ جرمًا
وكل مَنْ يحميك
اغربْ فإنَّ الأرضَ كلَّ الأرضِ لنْ تحميك
مِنْ قبضةِ الشعبِ الذي أفنيتَهُ
سيجيءُ يومٌ كي يعلمكَ الخضوع
ويدوسُ فيك
يدوسُ فيك
وينتهي هذا العذابُ الأسودُ
وينتهي هذا السوادُ الجاحدُ
وعلى يديهِ ستنتهي
على يديهِ ستنتهي
وهو الذي ينهيك
هو الذي ينهيك
اهربْ بجلدِكِ إنهُ آتيك
اهربْ بجلدِكِ أنهُ آتيك
وحينَها :
لنْ يرحمَ الولدَ الجبان
لنْ يرحمَ الفأرَ الجبان
ولسوفَ تبحثُ عنْ بلادٍ تحتويك
لسوف تبحثُ عنْ بلادٍ تحتويك
ولن تجدْ غيرَ المقابرِ والمزابلِ والأذى
وجميعها ستصيحُ في جمعٍ وحيدٍ ثابتٍ
و تقولُ: نرفضُ نحتويك
تقولُ: نرفضُ نحتويك
ولن ترى أحدٌ هنا يأويك
لن ترى أحدٌ هنا يأويك
وتظلُّ تلعنُ سيرتَك
تظلُّ تمقتُ هيئتَك
تظلُّ تلفظُ جثتَك
وتظلُّ مُلقىً بالعراءِ كجيفةٍ
وكل ما في الأرضِ ينهشُ فيك
كل ما في الأرضِ ينهشُ فيك
واللهُ لنْ يُخزي الشعوبَ إذَا صحت
اللهُ لنْ يخزي الشعوبَ إذَا صحت
واصبرْ معي .. اصبرْ ترَ …
قدرةَ الرحمن يومًا حينما تُخزيك
واللهِ
إنَّ الشعبَ آتٍ كي يُريك
الشعبَ آتٍ كي يُريك
الشعبَ آتٍ كي يُريك
وسيغلِقُ التاريخُ صفحتَكَ الكريهةَ
مثلَ غيرِكَ مِنْ جبابرةِ الزمانِ الأسودِ
وبعدَها يطويك
بعدَها يطويك !