ليس أمرا عاديا أن يعم الهدوء وتعود الأوضاع إلى سابق عهدها في أعقاب ثورة شعبية أو غير شعبية.
من هنا.. فإن ما يجري في سوريا الآن لابد أن يكون موضع اهتمام ومثار تساؤلات نريد أن تكون الإجابة عنها إيجابية فبعد أيام قليلة يؤكد الحكام الجدد أنهم يسعون إلى تحقيق الأمن والاستقرار لكل الشعب السوري وليس لفئة على حساب أخرى.
ليس هذا فحسب بل يطالبون اللاجئين بالعودة إلى بلادهم حيث سيجدون كافة مظاهر وأشكال الترحيب مع كل التسهيلات التي ستقدم لهم منذ لحظة الوصول وحتى استعادة الدفء والأمان والسعادة والسرور..!
***
الأغرب والأغرب أن يبادر الحكام الجدد بفتح الأجواء والأراضي السورية لإسرائيل لتفعل ما تشاء وتحطم الجيش بما يحويه من طائرات وغواصات ودبابات مما لا يستقيم أبدا مع دعواهم لتوفير الأمان للسوريين، فبديهي الأمان لا يتحقق بحال من الأحوال في ظل جيش منكسر وأفراده خائفون ومذعورون ولا يترددون في خلع بزاتهم العسكرية ومغادرة البلاد..!
***
استنادا إلى تلك الحقائق فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
وماذا بعد؟
هل ستعود سوريا دولة فاعلة في المحيط العربي وذات تأثير في الساحة الدولية كما كانت الأغلبية نتمنى لها ذلك على مدى تاريخها الطويل؟
.. وهل الحكام الجدد سيحافظون على شهور العسل بين بعضهم البعض وأيضا بينهم وبين أمريكا وإسرائيل كذلك بينهم وبين الشعب السوري بمختلف فئاته وطوائفه؟!
ثم..ثم.. لن تقر الأعين بالنسبة لروسيا إلا بعد الوقوف على خلفيات موقفها من بشار في الآونة الأخيرة بعد أن ظل يعيش تحت حمايتها وحماية قاعدتها العسكرية وضباطها وجنودها وفجأة تقول له نحن ننصحك بمغادرة البلاد والتنحي عن السلطة.
طبعا لا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت هناك صفقة “ثرية” بضمانات أكثر ثراء وأبلغ رضا وأصدق وعودا..!
***
وهكذا تمر الأيام.. ودعونا نرقب وننتظر..
***
و..و..شكرا