كل يوم تؤكد إسرائيل أنها أحقر وأبشع قوة احتلال في التاريخ .. كل تصرفات قادة هذا الكيان تؤكد بشاعتهم وانتهازيتهم وسوء أخلاقهم ورفضهم أن يكون لهم موقف رجولى يؤكد أن هذا الكيان دولة لها قيم وأخلاقيات وسياسات تعكس نزاهة وإنسانية أصحاب القرار فيها.
كل دول العالم تعاطفت خلال الأيام الماضية مع الشعب السورى، وسعدت لسعادته باستعادة حريته، وتخلصه من نظام حكم مستبد .. وصدرت تصريحات إيجابية من معظم دول المنطقة تحث الشعب السورى على الوحدة والتضامن والوقوف في وجه كل محاولات الفوضي والانجرار الى مواجهات طائفية.. وهى تصريحات ومشاعر طبيعية تجاه شعب يواجه أزمة حقيقية ويحتاج المساعدة والمساندة حتى يتجاوز محنته ويعيش حياة الحرية والكرامة واحترام حقوق الإنسان التى يتطلع إليها.. إلا الكيان الصهيونى الذى أبى أن يكون دولة لها قيم ومبادئ وأخلاق فاستغل حالة الفراغ والفوضي في سوريا وشنت قواته عمليات قصف لمنشآت علمية وبحثية وأمنية وأمر مجرم الحرب ( النتن ياهو) قواته باحتلال مساحة كبيرة من الأراضي السورية، ووضع بها معداته ومتاريسه العسكرية.. وكأن إسرائيل تعاقب السوريين على الاطاحة ببشار الأسد وحزينه على رحيله!!
بصراحة .. لم يعد أحد يدرى كيف يفكر قادة العصابة الصهيونية في تل أبيب وماذا يريدون بالضبط ؟
والواقع أن الصمت أمام جرائم إسرائيل في سوريا شهادة إدانة جديدة للمجتمع الدولى
*****
بعد سقوط بشار وهروبه من البلاد ذهب مجرم الحرب الصهيونى ومعه حاشية من أعوانه الى الحدود مع سوريا وأعطى أوامره بالاستلاء على المنطقة العازلة وأعلن انتهاء اتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام ١٩٧٤ في خطوة واضحة لاحتلال المزيد من الأراضي السورية .. وخلال ساعات كانت قوات الجيش الصهيونى تتوغل وتحتل أكثر من ١٥ كيلو مترا من أراضي سوريا وسط صمت مريب من المجتمع الدولى وخاصة الدول العربية التى لم تتحرك منها ضد هذا العدوان الصارخ على الأراضي السورية- حتى كتابة هذه الكلمات- الا مصر والاردن وتبعتهما العراق.. وكأن أمر سوريا لا يعنيهم وترك إسرائيل تحتل منها ما تشاء!!
لقد أعلن مجرم الحرب الصهيونى الذى يقود الكيان المحتل أن سقوط نظام بشار الأسد “فرصة جديدة لدولة إسرائيل” ما يعنى استكمال المخطط الصهيونى المدعوم من أمريكا بتوسيع مساحة دولة الاحتلال على حساب دول الجوار العربية وهو ما يحدث الآن على الأرض، فقد احتلت غزة من جديد، وبدأت في إقامة مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية.. ثم احتلت مساحة كبيرة من الجنوب اللبنانى.. وها هى تحتل مساحة كبيرة من الأراضي السورية وستظل بها تحت ستار حماية دولة الاحتلال حتى يأتى حكم الرئيس الامريكى ترامب ليدعم استمرار إسرائيل فيما احتلت من اراضى في لبنان وسوريا فقد سبق وأعلن دهشته من صغر مساحة دولة الاحتلال على خريطة المنطقة !!
سوريا الآن وطنا وشعبا فى ذمة العرب ولا يجوز أن تكتفى الدول العربية بموقف المتفرج على ما يحدث فى هذه الدولة العربية العزيزة والغالية على كل عربى مخلص لدينه وعروبته.. لا ينبغى أبدا ترك القوى الأجنبية تعبث بسوريا وتمهد لتقسيمها والعبث بوحدتها فهى محور مهم من محاور مواجهة الطامعين فى عالمنا العربى وخيراته وثرواته.
سوريا الآن يجب أن تكون فى عهدة أشقائها العرب يبذلوا كل جهد لحماية وحدتها وبداية نهضتها وبنائها من جديد وإعادة شعبها المهجر الى معظم دول العالم إليها فقد اشتاق معظم السوريين الى تراب بلادهم وهم قادرون على إعادة البناء من جديد.
ينبغى أن تكون سوريا للسوريين وحدهم ولذلك على الدول العربية أن تقف موقفا واحدا فى وجه مخططات تقسيمها واحتلال الدول المجاوره المزيد من أرضها وعلى الدول العربية أن تصعد من حملتها لمواجهة دولة الكيان المحتل لكى تخرج من المساحة التى احتلتها من الأراضى السورية بعد سقوط نظام حكم بشار.
****
أحداث سوريا ومن قبلها لبنان وغزة تجعلنا نحمد الله ونشكره كل يوم بل كل لحظة على أن في مصر جيشا قويا قادرا على حماية الوطن وقادرا على ردع كل طامع في أرض مصر وخيراتها.
ما رأيناه ونراه على أرض سوريا الشقيقة الآن يؤكد أنه لا وجود للجيش العربى السورى الذى انفرط عقده وذاب فى لحظات ولم يعد له وجود فى الأحداث ولم يعد قادرا على التصدى لأعداء الوطن من الصهاينة وغيرهم.. وهذا على العكس تماماةمما حدث فى مصر.. فجيش مصر العظيم هو الذي حمي أرض مصر وحدودها ومؤسسات الدولة فى أحداث يناير 2011، وتحرك هذا الجيش العظيم بدافع وطني لحماية إرادة الشعب، وهو الذي حمي مصر من المخططات الأجنبية التي تستهدف حرق الأخضر واليابس في بلادنا العربية والإسلامية لتبقي إسرائيل وحدها في المشهد.. ولذلك استحق من العرب جميعا التحية والتقدير.
قوة الجيش المصري سجلت في تاريخه صفحات جديدة من التفوق تدعو كل المصريين والعرب إلي الافتخار به، فهو الجيش الوحيد في المنطقة العربية الذي صمد أمام كل التحديات، وانتصر علي كل المؤامرات التي استهدفته خاصة خلال السنوات الماضية.
لقد اتضح للجميع أن الدول التى لا تمتلك جيوشا قوية تظل دائما فى مهب الريح ولا قدرة لها على مواجهة التحديات والمؤامرات وهذا ما أدركته القيادة السياسية والعسكرية فى مصر خلال السنوات العشر الماضية فبدأت فى تحديث وتطوير ودعم قدرة الجيش المصرى ليكون قادرا على حماية الوطن وردع كل الطامعين فيه.
أزمة سوريا تحمل دروسا مستفادة لكافة الدول العربية وعلى الجميع أن يتعظ ويعتبر مما حدث ويعد العدة سريعا لعلاقة أفضل بين الشعوب والحكام، واحترام حقوق الإنسان، وكفالة الحريات التى تعزز الانتماء للوطن وتجعل كل إنسان معتزا بوطنه يعمل ويضحى من أجله.
حفظ الله سوريا الشقيقة وكل الدعوات الصادقة لشعبها بأن يكونوا على قدر المسؤولية وأن ينبذوا كل محاولات الفرقة وأن يحافظوا على وطنهم ويعودوا به وطنا قويا عزيزا قادرا على مواجهة كل الطامعين فيه.