**تم وأد الحلم الكبير الذي عاشت تحت ظله ملايين الجماهير ومحبي النسر الأحمر في كل مكام وتفاءلوا أن الأهلي على أعتاب خطوة جديدة في مسيرته نحو العالمية، هذه الفرصة متاحة ومطلوبة ومرغوبة للفوز على فريق باتشوكا المكسيكي المكافح الذي قدم لأستاد ٩٧٤ بالدوحة بعد فوزه على الفريق البرازيلي ب٣ أهداف نظيفة في مفاجأة كبرى كونه يشغل المركز ال١٦ في المكسيك ،ومن جهة اخرى فقد استعد الأهلي بكل قوة لهذه المباراة ووفرت الإدارة للخواجة ومساعديه كل الامكانيات والدعم المطلوب للتمثيل المشرف والفوز لملاقاة ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية ،فالمركز الثاني متاح بكل تأكيد.
**الأمر المحزن اليوم أن الأهلي كان الأفضل واستطاع لاعبونا أن يضعوا المنافس في الموقع المستحق من حيث الاستحواذ أو اللعب المفتوح أو التصدي الذكي للهجمات وذلك بأن تملك الفريق المكسيكي الملعب أول ربع ساعة بعدها عادت الأمور إلى ميزانها المأمول فلجأ لاعبو المنافس إلى العنف غير المشروع وحصلوا على إنذارات من الحكم الاسترالي الذي لم يحتسب للأسف ضربة جزاء للأهلي رآها المحللون بين الشوطين وكدنا أن نختتم الشوط الأول بهدف ضاع بغرابة من طاهر محمد طاهر ..
**جاء الشوط الثاني مبشرا بفوز ممكن ومرتقب رغم التحسن الواضح في أداء المنافس وهنا تحدث المأساة غير المتوقعة : فرص تضيع بالجملة حتى البدلاء الذين تعامل معهم كولر بذكاء ودفع بهم في الوقت المناسب بدءا من الدقيقة ٧٠ وعلى الأخص كهربا وتاو وهما يحتاجان إلى تدخل سريع من إدارة الفريق لوضع حل لهذه المشكلة ..خاصة مع إخفاق وسام أبو علي -أمل الأهلي اليوم- وتقطع أوصال الخطوط بشكل لافت النظر بدون تبرير ، لأنه بكل المقاييس أدرك الفريق المكسيكي مكانته وتعامل مع الأهلي بالاحترام البالغ وسعى مدربه لركلات الجزاء التي جاءت بعد شوطين إضافيين ضاعت فيهما فرص عديدة من الأهلي وتمكن الشناوي من اصطياد الهجمات المضادة ..
**ولكي نتصور الفارق ليس فقط في الاستحواذ ولكن احتسب للاهلي ٧ ركنيات لم يستفد من أي منها في مقال ركنيتين للمنافس ناهيك عن الفرص والتسديدات البعيدة التي افتقدها الأداء ،رغم أن الكل كان يعرف ان مفتاح السر ونقطة الضعف لدى المنافس هذه الضربات المباشرة ولم يستثمرها الأهلي إلا في تسديدة أفشة في اللحظات الاخيرة التي ضلت طريقها خارج المرمى..
**تداعب السماء جماهير الأهلي الغفيرة الصابرة المتحمسة مع ركلات الجزاء بإضاعة باتوشكا أول ركلتين بينما سجل للأهلي أفشة وربيعة لتتفاءل الجماهير بأن كولر قد صدق في وعده بالتدريب المناسب لسد هذا النقص لدى بعض اللاعبين ولكن بكل أسف بأيدينا أو بأرجلنا هزمنا فقد بادر لاعبونا بإهدارالضربات بعد الركلة الثالثة في حين استعاد المنافس ذاكرة التهديف ووصل بنا الحال إلى التعادل واللجوء لركلة بعد اخرى حتى التعادل ٥-٥ ثم سجلوا هم ركلة الانتصار ولكن لم يحسن كولر الاختيار وربما لم يكن لديه بديل أفضل فدفع بخالد عبد الفتاح -الذي لم نر منه خيرا حتى الآن-ليقضي على الحلم المشروع وتنتقل المباراة إلى استديوهات التحليل ورغم محاولات البعض الدفاع عن اللاعبين وإقناعنا بأن وراء الهزيمة حماس اللاعبين لكن هذا لا يدخل في عقل أي طفل صغير..
حان الوقت يا سادة لكي نتعامل بصراحة واحترافية ،لست أتحدث عن عقوبات مادية أو معنوية لأن المشكلة أكبر من ذلك ، هناك طرق علمية مثل ما يقوم به محلل الأداء وذلك القياس الحقيقي للياقة والتركيز والتأكد أن ليس هناك عوامل فرعية مثل السهرات والحفلات والمؤثرات النابعة من النجومية التي حلت بهؤلاء لسبب واحد هو تمثيلهم لنادينا العريق..
**كان الله في عون الكابتن الخطيب لكنه يستطيع بالطبع أن يطمئن من معاونيه على ما يجب ان يكون..
أقول لنفسي ولهذه الجماهير الصابرة : ليست هذه نهاية العالم ولكن الرسالة واضحة وجاءت في الوقت المناسب قبل استكمال البطولات الافريقية وأيضا قبل الذهاب للولايات المتحدة في يونيو ٢٠٢٥ ..علينا ألا نضيع الوقت ونبدأ من الآن ولتكن الخطوة الأولى الاستعانة بشباب النادي الأصيل .
صالح إبراهيم