لا جرم أن إماطة أذى بشار عن طريق الدولة السورية، جسارة لدحر الطغيان لا ينتطح فيها عنزان..
لكن الأهم هو ما بعد بشار، فهذا هو المحك الخطير، أين ستذهب بوصلة الدولة السورية؟ هل سترتمي في الحضن التركي وتتخذ منه الأم الحانية، من منطلق أنها أفضل بلاد الجوار، وأكثرها استقراراً سياسياً واقتصادياً، وما أحوج السوري لدفءٍ يُضّمد جراح سنوات الجمر…
سوريا محاطة بسياج أكثره غير آمن ويشكل تهديدات لأمنها القومي، قد يأتي على مكتسبات ثورتها الأخيرة.. إيران والعراق والأردن ولبنان وفلسطين في جناح، وتركيا في جناحٍ ثان.. الجناح الأول لن يفيد سوريا عاجلاً وربما آجلاً، فالتشيع الإيراني وأكثر العراقي واللبناني لن يكون رحباً بالزوال النُصيري أو تحييزه داخل الأرض السورية، والأردن يسير في فلكه القديم لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم، وفلسطين في خط جهادها الوحدوي، لن تبغي عنه حولا… ليبقى الجناح الثاني متمثلاً في التركي وحده، الذي سيكون جزءاً من معادلة تغيير الخارطة السورية، إن لم يكن هو الأقرب لذلك بحكم الدور التركي الدءوب في تعضيد شوكة المعارضة التي كبحت جماح جبار عنيد …
هل ستدخل سوريا في وئام تركي، يتلاقى في وفاقٍ ثلاثيٍ مع القطري؟
أم ستدخل تحت عاصفة الصهيو أمريكي كغيرها من دول القطب الشامي؟
سوريا وبعيداً عن لغة دغدغة المشاعر، إذا أرادت المسير للأمام، فإن أمنها القومي معلق بحليف إقليمي قوي على خلفية ظرفها الثوري الاستثنائي …