(قصيده غير مشهوره لشوقى تم حذفها من ديوانه عمدا)
** فى عهد محمد علي باشا كانت هناك نواه جامعيه متمثله فى مجموعه من المدارس العليا مثل المهندسخانه والطب ومدرسة الألسن وغيرهم لكن فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى وبقوة دفع من الحركه الوطنيه المصريه وبفضل مجموعه من الرجال من قادة العمل الوطنى والذى كان بينهم محمد عبده ومصطفى كامل ومحمد فريد وقاسم أمين وسعد زغلول ورجل ثرى غير مشهور إسمه مصطفى الغمراوى وهو من أعيان بنى سويف وكذلك الأميره فاطمه بنت الخديوى إسماعيل والتى يرجع لها الفضل فى ظهور الجامعه المصريه للنور بفضل تبرعاتها بمجوهراتها وكذلك أوقفت ريع فدادين كثيره للصرف عليها
** كان يوماً مشهودا فى تاريخ مصر لإن إفتتاح الجامعه جاء بعد حرب لاهوادة فيها بين اللورد كرومر من ناحيه وبين الخديوى عباس حلمى الثانى وأولى الأمر والمفكرين من ناحية أخرى ويعد ذلك انتصارا لإرادة الأمه على إرادة المستعمر الذى كان يحاول بكل الوسائل وضع العراقيل أمام تقدم العلم فى البلاد
** حضر حفل الإفتتاح كبار رجال الدولة والشخصيات العامة وبعض الضيوف الأجانب يتقدمهم جميعاً الخديوى عباس حلمى الثانى والأمير أحمد فؤاد والذى أصبح بعد ذلك الملك فؤاد وأفتتح الحفل بكلمه قصيره من الخديوى قال فيها:
بإسم الفتاح العليم أعلن إفتتاح الجامعه المصريه وأسأله تعالى أن يجعلها منهلا عذباً لطلاب العلم على إختلاف الأجناس والأديان
ثم تحدث الأمير أحمد فؤاد موجهاً كلامه للخديوى عباس قائلاً:
أتقدم إليك بلسان الجامعه رافعاً لأعتابك آيات الشكر لأنك مصدر حياتها ووجودها ونحن لا نجهل بأن هذا العمل الكبير سيطرأ عليه تغيرات قبل أن يأخذ شكله النهائى لذلك لن ندخر وسعا من تنظيم قواعده ليظل البناء قائماً على أساس متين
** فى البدايه كان عدد الطلاب فيها كالآتى:
(١) 404 يدرسون الحضاره الاسلاميه
(٢) 360 يدرسون حضارة مصر القديمه
(٣) 326 يدرسون الجغرافيا والتاريخ
(٤) 275 يدرسون الأدب الإنجليزي
(٥) 288 يدرسون الأدب الفرنسى
** فى حفل الإفتتاح ألقى/زكى أفندى عكاشه قصيده من تأليف أمير الشعراء/أحمد شوقى تقول
- بارك الله فى عباس من ملك
وبارك الله فى عمات عباس - ولايزال بيت إسماعيل مرتفعاً
فرع أشم وأصل ثابت راسى - وبارك الله فى أساس جامعة
لولا الأميره لم تصبح بأساس - ياعمة التاج مابالنيل من كرم
إن قيس بحركم الطامى بمقياس - لم تكسب التبر يمناه ولاقذفت
كرائم الدر والياقوت والماس - ولابنى الدار بالعرفان زاهيته
زهو السماء بمصباح ونبراس - كانت على الأمس أدراسا معالمها
واليوم تبدد قياما غير أدراس - كسوتها وهى أهل للذى لبست
كما كسى جنبات الكعبة الكاسى - شمائل كان إسماعيل معدنها
قد يخرج الفرع شبه الأصل للناس - ماالخيرزان وماأبنها وماوهبها
ومازبيدة بنت الجود والباس
*سكينة العلم فى الفردوس ضاحكة
إليك تخطر بين الورد والآس - تقول مصر من الزهراء مشرقة
كأن أيامها أيام اعراس - فما كصنعك صنع فى محاسنه
ولا لفضلك فى الأجيال من ناس - يابانى المجد وأبن المولعين به
أنشر ضياء الهدى من طى أرماس
*, وألق فى أرض منف أس جامعة
من نورها تهتدى الدنيا بنبراس - وأنفض عن الشرق بأساً كاد يقتله
فلا حياة لأقوام مع اليأس - ملوك مصر كرام الدهر إن جمعوا
رأس؛ وبيتكم تاج على الرأس - سبحان من تبعث الولات قدرته
بغداد مصر وأنتم آل عباس