يجب أن يضاف ( الخوف من الحسد ) إلى الأمراض النفسية الخطيرة التي تحتاج إلى علاج ، فهو مرض شائع في مصر وغيرها من دول العالم ، فالحسد عند هؤلاء المرضى هو سبب الموت والمرض والحوادث والتعثر في الدراسة والتأخر في الزواج والاضطرابات النفسية والعصبية .
والعجيب أن هذا المرض يصيب المتعلمين وغير المتعلمين ، وأذكر أن زميلا لي طبيب أشعة صدمته سيارة وهو يعبر الطريق ، قال لي إن جارة لهم قد حسدته وأن هذا الحسد هو سبب ذلك الحادث ، وقد رأيت بنفسي أطباء يخمسون بأيديهم وهم يتحدثون عن نعمة أصابتهم ، وإذا كان الأطباء يفعلون ذلك ، فما بالنا بما يفعل من دونهم من الناس .
وعند هؤلاء المرضى بالخوف من الحسد أساليب خبيثة وخسيسة لدفع الحسد ، أشهرها ذكر رقم خمسة أو الإشارة إليه عند الحديث عن الخير الذي أصابهم أو ذكر الآخرين له ، كذلك لدفع الحسد يقوم هؤلاء بالتظاهر بالمرض أو الفقر ، وهناك أساليب كثيرة لا حصر لها مثل تعليق التمائم وغيرها.
والحسد مبرر للفشل ، ووسيلة للهروب من تأنيب الضمير ولوم الناس ، فالحسد هو السبب للإخفاق في الدراسة وليس الكسل والإهمال ، والحسد هو سبب المرض وليس التدخين والمخدرات والإفراط في الطعام والشراب ، والحسد هو سبب المصائب وليس عقاب الله عن الظلم وإيذاء الآخرين، وهكذا .
والحسد هو البعبع الذي ينتظر الناس لينغص عليهم حياتهم ، فيخطف الناس من الحياة إلى الموت ، ومن الصحة إلى المرض ، ومن الرخاء إلى الشدة ، ومن راحة البال إلى الكرب ، وهكذا .
والذين يخافون من الحسد يقولون إن الحسد مذكور في القرآن الكريم ، وهم لا يفهمون ما المقصود بالحسد الذي ذكره القرآن الكريم.
ويبقى الحسد يختبئ للناس في كل مكان يخيفهم ويتوعدهم وينغص حياتهم.