الإغماء حالة مرضية شائعة الحدوث بين الناس سواء المرضى أو الأصحاء. والإغماء من الناحية اللغوية – كما ورد في المعجم الوجيز – فقد الحس والحركة لعارض. و«أغمي عليه»: عَرض له ما أفقده الحس والحركة، فهو مُغْمىً عليه. و«أغمي عليه الخبر»: خَفِي.
والإغماء من الناحية الطبية هو حالة من الضعف العام الذي يصيب عضلات الجسم الإرادية، مما يؤدي إلى عدم القدرة على الوقوف، ويكون مصحوبًا بفقدان الوعي، وعندما يصاب الإنسان بالإغماء فإنه غالبًا يكون في وضع الوقوف أو الجلوس، وعادة يشعر بأنه سيدخل في حالة من الإغماء، لإحساسه بسوء حالته، كما يشعر المريض بحالة من عدم الثبات، وأن الأرض تتحرك تحت قدميه، والأشياء المحيطة به تتأرجح، كما يصاب بحالة من الارتباك، ويتثاءب أو يفغر فاه، ويحدّق بعينيه، وقد يرى بقعًا سوداء، وتضعف الرؤية، ويحدث طنين بالأذن، ويشعر بغثيان، وقد يحدث قيءٌ، كما يصبح لون الوجه رماديًا شاحبًا، ويغطي الوجه والجسم عرق بارد.
هذه البداية التدريجية للإغماء تعطي المريض فرصة لحماية نفسه من الوقوع على الأرض، والتعرّض للإصابات المختلفة.
ما هي أسباب الإغماء؟
الإغماء ينتج عن نقص الإمداد الدموي للمخ، مما يؤدي إلى خلل مفاجئ في عمليات الأيض (البناء والهدم) التي تحدث بالمخ.
وللإغماء أسباب عدة تتفاوت في خطورتها، فهناك الإغماء الوعائي الحائر Vasovagal Syncope الذي يحدث أثناء الانفعال الشديد، مثل الأخبار المحزنة التي تصدم الإنسان، وكذلك الأخبار المبهجة، وخصوصًا في الأماكن الحارة المزدحمة، كما يحدث عندما يصاب الإنسان بألم شديد، وعندما يكون الشخص مصابًا بالأنيميا، أو الحمى، وأثناء الصيام. وفي هذا النوع من الإغماء يجب أن يستلقي المريض على ظهره، ويتم رفع رجليه لأعلى، وفي هذا الوضع يستعيد المريض الوعي بسرعة، وتنتهي حالة الإغماء. وإذا كان المريض جالسًا، ولم تكن هناك فرصة للاستلقاء على الظهر، فإنه يضع رأسه بين ركبتيه، كما أن وضع الماء البارد على الرأس والوجه قد يفيد، وإذا كانت درجة حرارة المريض أقل من الطبيعي، فإنه يجب تدفئته.
أما الإغماء القلبي Cardiac Syncope فينتج عن نقص مفاجئ في ضخ القلب للدم، وهو ما يحدث في معظم الأحيان كنتيجة لاضطراب إيقاع القلب. في الأشخاص الأصحاء معدل ضربات القلب البطينية التي لا تقل عن 35 - 40 انقباضة في الدقيقة، والسريعة التي لا تزيد على 180 انقباضة في الدقيقة لا تؤدي إلى نقص الإمداد الدموي للمخ، خصوصًا إذا كان الشخص مستلقيًا على ظهره، لكن التغيرات خارج هذه الحدود قد تؤدي إلى خلل في الدورة الدموية المخية ووظيفة المخ.
وهناك نوع من الإغماء يسمى إغماء السعال Tussive Syncope وهو حالة نادرة تصيب الرجال الذين يعانون التهابًا مزمنًا بالشعب الهوائية، حيث يؤدي السعال الشديد إلى زيادة الضغط داخل الصدر، وإعاقة العائد الوريدي إلى القلب.
وهناك إغماء الجيب السباتي Carotid Sinus Syncope وينتج عن الضغط على الجيب السباتي الموجود بالعنق، وقد يحدث لسبب بسيط مثل أن تكون ياقة القميص أو الجلباب ضيقة.
هذا هو الإغماء، قد يحدث لسبب بسيط مثل التعب أو الجوع أو الانفعال، أو ياقة القميص الضيقة، وقد يكون مؤشرًا إلى وجود مرض خطير بالقلب يجب الانتباه إليه.