ومازلنا مع نوادر وحكم ودروس جحا باشا الذى كان ذات يوم فى السوق وفجاءة ضربه رجل من خلفه على خده فالتفت جحا باشا اليه واراد ان يبادله الضرب
ولكن الرجل اعتذر بشدة قائلا انى اسف ياسيدى فقد ظننتك فلانا فلم يقبل جحا العذر واصر على محاكمته عند القاضى العرفى
وعلا الصياح بينهما فاقترح الناس ان يذهبا الى القاضى العرفى ليحكم بينهما فذهبا وصادف ان ذلك القاضى كان قريب للجانى
ولما سمع القاضى القصة غمز بعينه لقريبة ثم اصدر الحكم بان يدفع الرجل لجحا 20 دينار عقوبه على ضربة
فقال الرجل ولكن ياسيدى القاضى لا املك معى الان فقال القاضى وهو يغمز مرة اخرى اذهب واحضرها حالا وسينتظرك جحا عندى حتى تحضرها فذهب الرجل
وجلس جحا فى مجلس القاضى ينتظر غريمه ليحضر المال ولكن طال الانتظار ومرت الساعات ولم يحضر الرجل ففهم جحا الخدعة واسباب الغمز الذى كان
فماذا فعل جحا باشا
قام وتوجه الى القاضى وصفعه على خده صفعة قوية طارت منها عمامته وقال له اذا احضر غريمى ال 20 دينار فهى لك حقا بعد ما ضربتك
واعطانا جحا باشا الدروس والعبر فالكثير منا يتعدى ويظلم ثم يكون كل شئ فى صفة حتى القاضى العرفى ثم يعتذر دون ارجاع الحق لاصحابه يعطينا درس بالا يمر الامر ببساطه وما ضاع حق وراءة طلاب وهذه القصة تنهانا عن السلبية وعندما نكون اصحاب حق وحجتنا قوية نسحق كل من يحاول خداعنا
وفى زماننا هذا مازال امثال القاضى العرفى الذى غمز وهرب الجانى ولم يراعى عدل او انصاف متواجد وبكثرة الا من رحم ربى فى القضاء العرفى الذى كان زمان قوى له القوة والتنفيذ ومراعاة العدل بين الناس وعدم التمييز فى الاحكام فكان ذلك سببا لانهاء خلفات الناس عرفيا لانه كان هناك من يحكم بعدل ومن يستطيع تنفيذ حكمة وكان هناك ايضا رجال محترمين يقدرون الاحكام ولا يعترضون وينفذوها فكانت لكلمة المجالس العرفية زمان هيبتها وقوتها المستمده من قوة القضاة العرفيين ونزاهتهم اما الان فالعوض على الله لاعاد قضاة يحكمون ولا عاد بشر يحترمون وينفذون ولا عاد اصول ولا قوانين عرفيه
ياجحا باشا عندنا حاليا بقت سداح مداح وعلى ما يبدو اقترب وقت اخذ الحق من القاضى العرفى بطريقة جحا باشا الى ان ياتى الله بالفرج من عنده ويعود للقضاء العرفى هيبته وقوته بين الناس فلا يصح الا الصحيح
مش كده ولا ايه