تعقيب لازم لقرار إدارة جامعة الأزهر بدراسة تعريب الدراسة في كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة
وأقول ولم لا ومصر هي الرائدة في تعريب علوم الطب وما يتبعها ؟
ألم تكن الدراسة في أول مدرسة للطب الحديث في مصر باللغة العربية بعد ترجمتها من الفرنسية. إنها مدرسة طب أبي زعبل والذي أنشأها في عام 1827 الطبيب الفرنسي الفذ/ أنطوان بارثليمي كلوت بك، والتي نقلت في عام 1837 للقاهرة لقصر العيني وأصبحت مدرسة طب قصر العيني. وكان يتم اختيار طلاب هذه المدرسة من طلبة الجامع الأزهر لأنه كان جهة التعليم الوحيدة في مصر في ذلك الوقت. وكان يقوم على ترجمة الكتب والمراجع والمحاضرات مترجمين من الشام لهم أسماء شهيرة وإنجازات عديدة، كما كان يتم التدقيق في اللغة العربية الواردة بالترجمة بواسطة شيوخ من الجامع الأزهر. وأول دفعة تخرجت من المدرسة ذهب أوائل خريجيها وعددهم 12 مع الدكتور أنطوان لفرنسا ليعاد امتحانهم هناك ليحصلوا على البكالوريوس والدكتوراه من المجلس الطبي في باريس وهو كعبة الطب في العالم في ذلك الوقت، حتى لا تكون هناك شبهة محاباة لهم في نجاحهم في مدرسة الطب بمصر كما روج لها حساد الدكتور أنطوان.
وحصل الخريجون على البكالوريوس والدكتوراه باللغة الفرنسية من فرنسا‘ فقد كانت دراستهم في مصر باللغتين العربية والفرنسية، وكانوا من أفضل علماء الطب في العالم في ذلك الوقت، وعادوا لمصر ليكونوا الدعامات الأساسية للطب الحديث في مصر، ولكل واحد منهم قصة فيها من الدروس والعبر الكثير. ومنهم الدكاترة، محمد علي باشا البقلي، ومصطفى باشا السبكي، ومحمد باشا الشافعي، وإبراهيم باشا النبراوي وغيرهم ممن نشروا علم الطب الحديث في مصر.
والجدير بالذكر أن مدرسة طب أبي زعبل افتتحت يوم 18 مارس 1927، وهو اليوم العالمي للطبيب المصري الذي تحتفل به نقابة الأطباء كل عام.
أؤيد قرار إدراة جامعة الأزهر بالتعريب على أن تكون الدراسة باللغتين العربية والإنجليزية كمرحلة أولى، تتلوها بعد ذلك عدة مراحل طبقا للنتائج إيجابا وسلبا. وأظن أن الاستمرار على الدراسة باللغتين سيكون الأفضل والأقرب للصحيح.
دراسة التاريخ وتجاربه هي الأساس والمرجعية لما نريد تطبيقه في الحاضر وفي تصور المستقبل.
أستاذ متفرغ جراحة المخ والأعصاب
كلية الطب للبنات – جامعة الأزهر