الكبر والاستكبار ظاهرة خطيرة وخلق مذموم بل يعتبر كبيرة من الكبائر فقال تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين
والكبر صفة شيطانية واول من ارتكبها فى الوجود ابليس لعنه الله حيث امره الله بالسجود لادم عليه السلام فرفض وعصى امر ربه فقال تعالى وما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين
والكبر ثلاث انواع الكبر على الله عز وجل بالترفع عن عبادته وتنفيذ اوامره ونواهيه وهو ابشع انواع الكبر مثل فرعون ادعى الربوبية واستنكف ان يكون عبدا لله وقال تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين وقال تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى بن مريم البيانات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريق كذبتم وفريقا تقتلون
وهناك نوع اخر هو التكبر على الرسل من جهة الترفع عن الانقياد لهم كبشر مع معرفة صحة ماجاءوا به كحال الامم التى كذبت رسلهم وكفروا بالرسل وما جاءوا به بحجة انهم بشر مثلهم فاستكبروا على رسلهم
والنوع الثالث من الكبر هو الكبر والاستكبار على الناس على سائر خلق الله باستعظام انفسهم واحتقار الناس والترفع عليهم فقال رسول الله صل الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس
والكبر هو الظاهرة التى تجعل الكائن يظن انه افضل من الاخرين بغير وجه حق والاستكبار هو الفعل المترتب على ذلك ومن كان فى قلبه كبر لن يقبل نصحا ولا علما من احد وسيرفض الهدى استكبارا فيهلك نفسه ولا يضر المؤمنين شئ
وصفات المتكبر واضحة ومنتشرة فى هذا الزمان للاسف واهمها رد الحق اى عدم الاخذ به وانكاره واحتقار الناس وعدم احترامهم ومن ذلك ان يجب على الناس الوقوف له عند قدومه وتفضيل السير امام الناس فى حال وجوده والكل خلفه والامتناع عن التعامل مع من لا يعجبه من الناس فى صقاتهم والجلوس فى منصات العزاء على حساب الاخرين وكانها قانون او عرف ويحزن اذا لم يسبق اسم حضرته لقب باشا اوبية او عمدة او وزير
ويجب علينا ان نتجاهل امثال هؤلاء المتكبرين وعدم مناقشته وعدم الدخول فى اى تنافس معه والتحلى بالهدوء ونثق فى انفسنا وان نقلل الوقت المقصى معه وكل من حاول الكبر والارتفاع على الناس خفضه الله تعالى فى الاسفلين وجعلة فى الاذلين لان الجزاء من جنس العمل والذى يتكبر على الناس يكون يوم القيامة مداسا تحت اقدام الناس
ونهى رسول الله صل الله عليه وسلم عن الكبر حيث قال يقول الله عز وجل الكبرياء ردائى والعظمة ازارى فمن نازعنى واحدا منهما القيته فى جهنم ولا ابالى
فلماذا يتكبر الانسان واوله نطفة واخرة جيفة نتنه لا تتكبروا على الناس وتواضعوا تفوزوا
مش كده ولا ايه
