الرئيس عبد الفتاح السيسي، صاحب الشجاعة منقطعة النظير، بين أبناء شعبه، في منطقة تجمع ما بين الحضارة، والأصالة، والذوق الرفيع، ليست مزدحمة فقط، بل مقصد كل مريد، من داخل القاهرة، وخارجها؛ فخان الخليلي بؤرة متقدة بالسياحة، والتجارة، والحركة المتواصلة، على مدار الساعة، كما أن صورة التراث ورائحته، تبهر كل من تمشي قدميه في أرجاء هذا المكان.
الصورة التي رأينا فيها الرئيس الفرنسي ماكرون، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في المنطقة الشعبية الأثرية، التي يفوح منها عبق التاريخ، أبهرت العالم بأسره، وما كان لأحد أن يتوقعها، أو أن يصل ذهنه لها؛ حيث الطمأنينة، والسرور، والسعادة، التي كست الأوجه، والاحتفاء من أهل المنطقة، وترحيب حار بالضيف الكريم، على أرض المحروسة؛ فبدت صورة الزحام على مصافحة الرئيسين، معبرة عن محبة مغمورة بطمأنينة، لم نعهدها من ذي قبل.
المصريون رجال يحمون بصدورهم العارية من على أرضهم، تلك صورة أكدت للعام كله، أن مصر القوية، بلد الأمن والأمان؛ فمن يدخلها فهو آمن، حيثما شاء، وأينما أراد؛ فالمشهد معبر عن روح المحبة، وتكاتف الجميع؛ ليحمي الرئيس ببقائهم ملتفين حوله، يمدون يد المصافحة، ويلقون بهتافات الترحاب، ويتشوقون لكلمات الرئيس، التي تكسوها فيض الاحتواء، والتقدير، والثناء؛ فتلك مصر أرض الشجعان، وأصحاب الرباط.
بدت الدهشة على ملامح وجه الرئيس الفرنسي ماكرون؛ حيث أنبهر من حب الشعب للرئيس، ومدى حرصهم على الإحاطة به، ومدى تمسكهم بمصافحته، ومقربتهم منه، وعلو صوت كلمات تنبعث من حناجر قوية، تنادي وترحب في آن واحد، اعتقد أنها صورة للإخلاص، والتقدير، والامتنان، لصاحب المهام والمسئوليات الجسام، الذي خاطر ويخاطر؛ من أجل بناء الوطن، والعمل على إعماره، وصون مقدراته.
صاحب القرار له رؤية مستقبلية، تعتمد على ثقته المطلقة، على هذا الشعب العظيم، الذي دومًا ما يبرهن عن ولائه وانتماؤه ومن ثم يواصل طريق النهضة، دون توقفٍ، أو ترددٍ، أو خشيةٍ، من معوقات، أو توجسٍ من تحديات، على المستويين المحلي والعالمي؛ كون سيادته يستوعب احتياجات الوطن الحر، ويتفاعل مباشر مع بني وطنه، وهذا ما أحدث تقدمًا غير مسبوق، في مشروعات الدولة القومية.
المشاهد التي رأيناها في جولات الرئيس مع ضيفه الكريم، لها دلالات في الأذهان، يأتي في مقدمتها حب الحضارة المصرية، وما بها من ثقافة، تؤكد على التعايش السلمي، وعشق السلام الممزوج بالعدل، والمساواة، والحرية، والشعور بالعزة، والكرامة؛ فهذا ما يتلمسه كل من يزور بلادنا صاحبة المجد والبطولات؛ إذ يرى البساطة، والترحاب، وحسن الاستقبال، وكافة المظاهر الدالة على الرقي، والمعدن الأصيل.
رغم نبل مقصد الزيارة؛ إلا أنها كانت مفعمة بالتواجد الشعبي، وأبناء البلد ذات الأصل الطيب؛ فالضيف مرحب به والمُضيف يحبه شعبه، ويصطف خلفه ،ويؤيده بقوة، بل ويفوضه لاتخاذ ما يلزم من إجراءات من أجل حماية أبعاد الأمن القومي، وكل ما من شأنه يحقق الأمن والأمان والاستقرار، ويدفع بقطار النهضة، والتقدم؛ كي يحيا الشعب الحياة الكريمة المستحقة في كليتها.
الرسائل جراء تلك الزيارة عديدة؛ لكن يستوقفني الرئيس الإنسان، الذي يلتف حوله أبناء الشعب، كيف لا، وقد عزم على محاربة ضروب الفساد؛ لتعود للدولة مكانتها، وتتعافى، وتصبح قادرة على استثمار مقدراتها المادية والبشرية على السواء، وهنا نرصد حالة الأب الحنون الذي يحنو على شعبه، والذي لا يقبل في نفس الوقت التجاوز في حق شعبه، أو وطنه؛ فهو لا يفرط، ولا يقبل المداهنة، في كافة شئون الدولة الداخلية والخارجية.
الرئيس المحبوب من شعبه، يبدي احترمًا للجميع دون استثناءٍ؛ فعندما يناديه المنادي يجبه ويرحب به؛ فهو جابر للخواطر؛ فقد رأينا عندما يرى ضعيفاً لا يستطيع الحركة لسببٍ ما، يبادر للذهاب إليه على عجلةٍ، وعندما يشاهد من يستغيث، يقف لنجدته، والاطمئنان على حالته، وعندما يرى الدموع تنهمر، يسارع بمسحها؛ فالرسالة تؤكد أن قائدنا تغلب إنسانيته كل شيء.
الرسالة الموجهة للعالم بأسره، أن الرئيس يقف مع غايات هذا الشعب الباسل؛ فرغم الظروف، والتهديدات، والتحديات؛ إلا أن الرئيس أثبت للجميع أن مصر دولة عظيمة بشعبها النبيل، الذي يضيف، ويستقبل، ويحمي، ويدعم، بل ويذود عن مقدراته، ولا يخشى الوغي؛ فهو شعب أبي، لا يتنازل عن حقوقه، ولا يقبل العدى، ولا يترك ساحة المعركة، مهما بلغت الذرى.
قادة العالم، يقدرون الرئيس، ويكنون له كل احترام، ويشيدون بدوره في نهضة، وإعمار البلاد، ويثمنون الجهود المبذولة، في دحر الإرهاب، ويقدرون التفاني في العمل، والعزم على مواصلة مسار التقدم دون توقف رغم صعوبة الموقف، وهذا ما يصيبهم بالدهشة، عندما تطأ أقدامهم أرض الكنانة؛ حيث يحرص الجميع على زيادة كثير من الأماكن التاريخية، ويشرف بمصاحبة الرئيس الإنسان، الذي تبدو بصمته واضحة على إعمار، وجمال، هذا الوطن الكبير.
القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، ترعرع في مؤسسة، تغرس الفضيلة، وتؤمن بميثاق الإنسانية، وقيمها النبيلة، ومن يتخرج منها يمتلك مجالات الخبرة النوعية، والمهمة في صناعة واتخاذ قرارات الدولة المصيرية، وبدون شك ينمو في خلجات وجدانياته حب الوطن، والتضحية من أجله، والعطاء المتواصل، والعمل على تحقيق مصلحته العليا، التي لا تضير بالغير، ولا تهدر حقوق الآخرين، مهما بلغت وتعاظمت المنفعة؛ فالشرف والأمانة، تاج لا يتخلى عنه.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
