فى مفهوم السياسة والنظام الحزبى المشوه فى زماننا هذا اختلط الحابل بالنابل واصبحنا الوحيدين فى العالم نمارس ونزاول العمل السياسى والحزبى بنظام مصرى خالص جديد اسميه نظام الفهلوة السياسية والحزبية
فاصبحت الاحزاب المصرية الحالية كبيرة رغم عدم تواجدها او صغيرة فعالة مع انها لا توجد او عديمة الفاعلية وهم كثر تعتمد على اختيار قياداتها او اعضائها من الاهل والاقارب والمنافقين واصحاب رؤؤس الاموال حتى لا تخلق معارضة او تعارض مع قيادات هذه الاحزاب
اقول ذلك وكلى اسى واسف فى لقاء مع قيادة حزبية كبيرة جديدة فى حزب يعتبرونه حزب الكبار ووصفوه بحزب الدولة وحزب الانجازات وقد اعلن مبكرا ترشحة فى الانتخابات البرلمانية القادمة وهذا حقه الدستورى طبعا وكنا نتحدث عن هذا الامر فقلت له اعلنت ترشحك ودخولك سباق الانتخابات فى دائرتك وهذا حقك الشخصى فاين حق الحزب الذى تنتمى اليه هل اختاروك فعلا هل ابلغوك انك هتمثلهم فى الانتخابات حتى تعلن وتبدء حملتك الانتخابية مبكرا جدا حتى قبل معرفة الدوائر ونظام الانتخابات وانت بداءت تزور قرى دائرتك وتلتقى بالناخبين دون اذن او توجية من الحزب اللى المفروض هيساندك
فكانت الاجابة صادمة لا لم يخبرنى الحزب بشئ ولم يتحدثوا معى فى ذلك وفعلا هى اجابة صادمة فقلت فماذا يكون الحال لو جاءت الانتخابات ولم يختارك حزبك لا فى الفردى ولا فى القوائم هيكون موقفك ايه الصح انك لا تتحرك الا بموافقة حزبك وترشيحك من خلاله كما هو متبع فى كل احزاب العالم المتقدم وكانت الاجابة اشد صدمة هستقيل من هذا الحزب واترشح مستقل
بكل بساطة هستقيل واترشح مستقل بهذا الفكر تبنى الاحزاب ونختار قيادتها لا التزام حزبى ولا ايمان بمبادئ الحزب الذى ينتمى اليه ولا احترام لاختيارات الحزب الكبير لمرشحية كل من دخل الى الاحزاب من نوعية عبدة مشتاق بمنصبة او باموالة او بواسطته الحزبية ليصبح عضوا فى البرلمان بشعبتية لا وعى سياسى ولا فكر سياسى ولا التزام حزبى ولا احترام راى الاغلبية داخل الاحزاب
ومن هنا نعلم لماذا تفشل تجربة الاحزاب السياسية فى مصر احزاب تختار قياداتها برعونة ودون دراسة وارضاء لمنصب او واسطة او صداقة احزاب لا تجيد خلق كوادر حزبية ملتزمة ولم تربى اعضائها تربية سياسية سليمة كما كان يحدث فى منظمة الشباب بالاتحاد الاشتراكى فاصبح الولاء والانتماء لكرسى البرلمان دون الاحزاب بل اصبح الولاء للبهوات الكبار فى الاحزاب
هذا الموقف النقاشى مع هذه القيادة الحزبية الكبيرة جعلنى اجزم بل اتيقن انه مفيش فائدة فى تجربة الاحزاب المصرية وهى اصبحت مثل مملكة النحل فيها الملكة والذكور وهم قيادات الاحزاب ثم الشغالة التى تقوم بكل شئ ولا تحصل على شئ وهم اعضاء الاحزاب الغلابة اللى كتبوا استمارات عضوية وخدوا كارنية العضوية وبيخدموا صدقا او نفاقا على البهوات الكبار ورحم الله الالتزام الحزبى فى مصر
مش كده ولا ايه
