ومازال قطار العمل السياسى فى مصر يسير متنقلا من محطة الى اخرى تارة باحزاب وتارة بتنظيم الحزب الواحد واخرى بتحالف قوى الشعب العامل الى ان عاد مرة اخرى الى التعددية الحزبية
ففى عام 1974 صدرت ورقة اسموها تطوير الاتحاد الاشتراكى العربى وعقد المؤتمر القومى واوصى برفض التعددية الحزبية كنظام سياسى مصر جديد ووافق على تعدد الاتجاهات داخل الحزب الواحد والتى اطلق عليها وقتها اسم المنابر وبالفعل فى عام 1976 تم تكوين ثلاث منابر داخل رحم الاتحاد الاشتراكى وهى منبر يمثل اليمين وسمى منبر الاحرار الاشتراكيين برئاسة مصطفى كامل مراد ومنبر اخر يمثل اليسار وسمى التجمع الوطنى الوحدوى برئاسة خالد محيى الدين والثالث يمثل الوسط وسمى تنظيم مصر العربى الاشتراكى برئاسة رئيس الوزراء وقتها اللواء ممدوح سالم وحدث ما حدث من خلافات وتناطحات سياسية واستقطابات بين المنابر الثلاثة كعادتنا ايضا ولم تصل هذه المنابر الى درجة تطبيق التنوع السياسى المطلوب بحدود الالتزام والقانون واصبح العمل السياسى فى مصر فى ظل المنابر معارك سياسية
وفى نوفمبر 1976 صدر قرار بتحويل هذة المنابر الى احزاب سياسية نشات بقرار حكومى ولم تنبع من قرارات شعبية حقيقية تمثل ارادة ورغبة الشعب فاصبحت احزاب حكومية وليست شعبية تم فيها تمثيل الادوار وتوزيع الادوار طبقا للاتفاقات والمصالح وفى عام 1978 كون الرئيس السادات حزب جديد وهو الحزب الوطنى الديمقراطى على غرار اسم حزب مصطفى كامل ودعا من خلاله اعضاء حزب مصر العربى الاشتراكى للانضمام اليه وتولى رئاستة بنفسة واصبح حزب الدولة او كما اطلق عليه حزب السلطة
وفى عام 1980 تم تعديل الدستور وعدلت المادة الخامسة بالغاء الاتحاد الاشتراكى والسماح بتعدد الاحزاب بدلا من قصرها على الثلاث احزاب فقط وفى 1981 سمح الرئيس السادات بالموافقة على طلبات انشاء احزاب جديدة وصدر قرار بتشكيل لجنة شئون الاحزاب وتم حذر اقامة احزاب جديدة على اساس دينى او طائفى او اعادة الاحزاب التى تعرضت للحل عام 1952الا ان حزب الوفد عاد الى الساحة بحكم قضائى
وبعد اغتيال الرئيس السادات رحمه الله تولى الرئيس مبارك رئاسة الحزب الوطنى وتغير اسمه الى الحزب الوطنى الجديد بعد ان تولى رئاسته طلعت السادات فى 13 ابريل 2011 الى ان تم حل الحزب نهائيا بقرار عجيب وسريع وغريب من المحكمة الادارية فى 16 ابريل 2011
وبلغ عدد الاحزاب المصرية قبل 2011 فى سوق عكاظ للاحزاب فى مصر 85 حزب الا ان العديد منها لم يكن الا مقر وجريدة ومنها حزب العمل المصرى برئاسة ابراهيم شكرى وكان حزبا موجها فى انشائة من الرئيس السادات وحزب مصر الفتاة 1990 وحزب الشعب الديمقراطى 1992 برئاسة انور عفيفى
وبعد 2011 صدر قرار بالغاء لجنة الاحزاب واقامة احزاب بمجرد الاخطار فقط دون بحث او تنقيب ففتح سوق عكاظ للاحزاب الابواب على مصرعية لانشاء احزاب جديدة فوصلت الى 104 حزب حتى الان ومعظمها لافتات ومقرات وجريدة ونحالفات وعبيد واسياد ولكل حزب صاحب يتحكم فى كل الامور
ومن هنا لا القديم نافع ولا الجديد شافع واغلقوا سوق عكاظ للاحزاب وريحونا وخلينا مع تطبيق مبداء الشورى الحقيقى
مش كده ولا ايه
