انتظرت خلف بابٍ لم أستطع أن أطرقه، ليس لأنني كنت أجهل ما خلفه، بل لأني كنت أعلم يقينا أن الطرق لن يُجدي، وأن من وراءه لم يترك مفتاحا، ولا رجاء فتحةَ . كنت أقف هناك، حاملا قلبي بثقله، تائها بين الرغبة في الاقتراب، والخوف من الانكسار الأخير. كان الصمت حولي كثيفًا، والوحدة كأنها جدارٌ ينهش الروح من الداخل. أظنني كنت أبحث عن فرصة، عن إشارة، عن أي شيء يقول لي: تقدم. لكنني كلما هممت بخطوة، سمعت صدى خيبتي يصرخ في داخلي: “هذا الباب لا يُفتح، وهذا القلب لا يُستقبل. وما كان خلف الباب إلا جدار مسدود
لا نافذة فيه، ولا ضوء، ولا أمل. جدارٌ كئب عليه بلغة لا تُقرأ: “هنا انتهت الطرق، فلا تحاول.” كنت أظنني أقترب من مخرج، من خلاص، لكنني كنت أسير نحو وهمٍ يرتدي هيئة الرجاء وربما لم يكن الخطأ في الباب، ولا في الجدار، بل في قلبي الذي أصرّ أن يؤمن، رغم كل شيء، بأن وراء العتمة نورا، وأن بعد كل صمتٍ حديث. لكنّ بعض الصمت لا يعقبه كلام، وبعض النهايات لا تُفضي إلى بدايات