أن تكسر خاطر إنسان، أن تخذله حين ظنّك الملجأ الأخير، أن توهمه بالحب ثم تتركه يواجه الفراغ وحده—يا لها من جريمةٍ لا تُغتفر، جريمة لا تصدر إلا عن قلبٍ لم يعرف الحب يومًا.
أتدري ما معنى أن تُلقي بروح أحدهم من قمة الأمل إلى قاع الخيبة؟ أن تجعله يصدق، يطمئن، يُسلمك قلبه بيدٍ مرتجفة، ثم تتركه؟ هذا ليس مجرد خطأ عابر، بل شرخٌ لا يُرمم، ندبةٌ لا تهدأ صوت يتردد في أعماقه كلما حاول أن يحب مجددًا.
هناك أوجاع تنسى مع الوقت، وهناك أوجاع تعيش فينا، تنمو مع كل نبضة، تصير جزءًا من تكويننا. وكسر الخاطر؟ هو ذلك النوع من الوجع الذي يجعلك تشك حتى في نفسك، يجعلك تتساءل: هل كنتُ بهذا السوء لأُخذَل هكذا؟ هل كنتُ مجرد محطة مؤقتة؟ هل كان كل شيء كذبة؟
ليتك تدرك أن لا شيء يُمحى، أن الكلمات التي قلتها وظننتها عابرة لا تزال تهمس في أذنه ليلًا، أن الوعود التي منحتها دون أن تعنيها صارت أضغاث أحلام تؤرقه، وأن الحب الذي ادعيته قد ترك خلفه هاوية، عميقة لن يخرج منها إلا وهو شخصٌ آخر، شخصٌ لا يشبه ذاك الذي أحبك يوما.
، كسرُ إنسانٍ ليس جريمةً يعاقب عليها القانون، لكنه جريمةٌ يعاقبك الله عليها بطُرُقٍ لا تتوقعها. لا شيء يضيع، ولا جُرحٌ يندثر في الفراغ، فالقلوب التي مزّقتها، والأرواح التي خذلتها، ستشهد عليك يومًا، حتى لو ظننتَ أنك أفلتّ. فانتبه لوعودك، لا تقل كلامًا لا تنوي حمل وزره، ولا تعد قلبًا وأنت تعلم أنك ستتركه في منتصف الطريق. ليس أقسى من أن تُصبح ذاكرة أحدهم موطنًا للخيبة، فإياك أن تكون يدًا تدفع أحدهم للهاوية، لأن سقوطه قد يمر، لكنك أنت، ستظل في قاع نفسك إلى الأبد.