الإخبارية – سامية الفقى
أعرب البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عن سعادته بالاحتفال بمرور 50 عاما على تجلى القديسة العذراء مريم على قباب كنيستها بالزيتون، جاء ذلك وسط حضور جمع كبير من الأباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشعب.
وقال البابا تواضروس – خلال كلمته في القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون في ختام فعاليات الاحتفال بمرور 50 عاما (اليوبيل الذهبي) على تجلي السيدة العذراء على قباب كنيستها بالزيتون – إنه عند ظهور العذراء في الزيتون عام 1968 كانت مصر في حالة صعبة جدا بسبب “نكسة 1967” وكانت الأمال مفقودة ، ولكن الله أرسل للمصريين وسط هذه العواصف الكثيرة بركة ظهور العذراء في الزيتون، فأعطى ظهورها لجميع المواطنين الأمل في حياة أفضل، كما سمح الله بإعادة رفات القديس مامرقس إلى مصر، إلى جانب افتتاح الكاتدرائية المرقسية في العام نفسه 1968، وهى رسالة تؤكد أن مصر قوية لا تنكسر ولا تنهزم، لتعود بلادنا بعدها وتنتصر في عام 1973 ، فمصر بلد قريبة ومحبوبة عند الله.
وأضاف البابا تواضروس: الكنيسة تصلى اليوم من قراءات الأحد الخامس من “الخماسين المقدسة”، لافتا إلى أن الإنسان ليس كائنا أرضيا ولكنه خلق لكى تكون له حياة ثانية بعد الموت، وأنه له نصيب في السماء حسب جهاد كل انسان الروحى من أجل الوصول للحياة الأبدية.
وتابع قائلا: إن أحد ثمار تجلى العذراء في الزيتون هو أن تشويق الناس جميعا إلى الحياة الأخرى وليس التمسك بالأرضيات، فظهورها لم يكن حدث تاريخى فقط ولكن لكى تكون قلوبنا معلقة نحو السماء، مشيرا إلى أن طريق الإنسان نحو السماء ليس سهلا، فالكنيسة تصلى دائما من أجل أن يعين الله الذين ليس رجاء لهم او أمل، فوجود الرجاء والأمل يمنح القوة للانسان حتى يصل للنجاح، وهى تطلب أيضا من أجل معونة من ليس له معين، كما أنها تطلب من أجل عزاء صغيرى القلوب هؤلاء الذين يشعرون بصغر النفس والقلب ومن أجل هؤلاء الذين يشعرون بعدم القوة في اى شئ.
وأوضح أن الكنيسة تطلب وتصلى من أجل الإنسان التائه في دروب الحياة، حيث يمر الإنسان في أوقات كثيرة بالعديد من العواصف تسبب له ارتباك في حياته، ولكن يبقى الطريق مع الله هو الطريق الوحيد للنجاة من كل شرور العالم، لافتا إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة قوية تحيا بأسرارها المقدسة وبركات قديسيها، وأن جيلنا يستند إلى تاريخ قوى وحضارة عظيمة في كنيستنا وبلادنا ، فنحن نحتفل أيضا بإعلان قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك الذى ظهرت في عهده السيدة العذراء هو الذى أعاد رفات مارمرقس وأسس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.