كانت الساعة تشير إلى العاشرة من مساء يوم السادس من مايو1987 عندما كان اللواء حسن أبوباشا عائداً إلى شقته بالعجوزة من منزل نجلته زوجة الدكتور حسام بدراوي، حيث أطلق عليه شخصان الرصاص كانا يقفان بجوار كشك بجوار المنزل يشربان المياة الغازية وهربا في سيارة ربع نقل ليسقط وزير الداخلية الأسبق على الأرض متأثراً بالإصابات الجسيمة التى لحقت به، وبعدها طالب اللواء زكى بدر وزير الداخلية في ذلك الوقت قيادات الوزارة بالقبض على الجناة في أسرع وقت ممكن .
عثرت أجهزة الأمن على السلاح المستخدم في تنفيذ الحادث في سيارة شاب يدعى محمد كاظم عبدالقوي قي قرية بالمنوفية إثر مشاجرة بين كاظم وخاله بسبب الميراث وأطلقت الوزارة حملة بحث واسعة عن “كاظم” وباقى الجناة وخلال تلك الفترة نفذ أعضاء التنظيم حادثي اطلاق النار على سيارة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد في 7 مايو 1987 ، كما حاولوا اغتيال اللواء النبوي اسماعيل وزير الداخلية الأسبق يوم 13 أغسطس من العام نفسه أثناء وقوفه في شرفة منزله بشارع جامعة الدول العربية.
توصلت قوات الأمن إلى مكان كاظم وباقى المتهمين في قرية الخرقانية بالقناطر الخيرية، وبعد معركة بالرصاص قتل أمين شرطة وأصيب عدد من رجال الأمن، بينما تمكن كاظم وباقى المتهمين من الهرب إلى قرية “سنتريس” بالمنوفية وتم قتله في معركة مع الأمن يوم 28 أغسطس 1987 وتبين أنه ينتمى لتنظيم ” الناجون من النار” لينم القيض على أعضاء التنظيم تباعاً ومنهم «مجدى الصفتي»، وأمين عبد الله، ويسرى عبد المنعم نوفل، وعادل موسى عطية، وعبد الله أبو العلا، وكشفت التحريات أنهم تبنوا الأفكار التكفيرية ومنها «التيار القطبي» و«التوقف والتبين» و«الشوقيين»، والتى تدعو إلى تكفير المجتمع والعزلة عنه.
قابلت اللواء حسن أبوباشا في منزله بالعجوزة بصحبة الزميل الراحل محمد تهامى، فقال أبوباشا إنه شغل منصب وزير الداخلية فى الفترة من 1982 إلى 1984 ثم عين بعدها وزيراُ للحكم المحلى فى نفس العام حتى عام 1986 وقبلها تقلد العديد من المناصب فى وزارة الداخلية حيث عمل رئيساً لجهاز مباحث أمن الدولة، مضيفاً أن مهمته الأساسية كانت مواجهة التطرف والإرهاب خصوصاً أنه عُين وزيراً بعد اغتيال الرئيس السادات.
وتذكر ما حدث يوم اغتيال السادات قائلاً: بعد سماع صوت طلقات الرصاص وقطع الإرسال التليفزيونى طلبت من بعض قيادات جهاز أمن الدولة وكان من بينهم اللواء أحمد رشدي التوجه لقيادة القوات المتمركزة أمام مبنى التليفزيون تحسباً لأي هجوم محتمل هناك من قبل الإرهابيين لإذاعة بيانات أومحاولة الاستيلاء على المبنى حيث كانت تحريات أمن الدولة وقتها قد أشارت إلى أن السادات ستيتعرض للإغتيال وبعد ذلك ستكون هناك محاولة للاستيلاء على مينى الإذاعة والتليفزيون في محاولة للاستيلاء على السلطة.
وعن تعرضه لمحاولة اعتيال قال إنه كان عائداً من منزل ابنته وأثناء نزوله من السيارة فوجئ باطلاق الرصاص عليه وتبادلت الحراسة التى كانت معه الضرب مع الجناة الذين لاذوا بالفرار مؤكداً أنه شاهدهم عن قرب وأبلغ الشرطة بمواصفاتهم ما ساعد على القبض عليهم.
توفي أبوباشا عام 2005 عن عمر يناهز 83 وكان له موقفاُ مثيراً للجدل خلال الانتخابات البرلمانية في عام 1984، حيث تحدث عن هذه الانتخابات قائلاً: “أخبرت مجلس الوزراء أن المعارضة ستحصل على 25% والحزب الوطني 75% لكن ذلك لم يعجبهم وبعدها بدأت أجهز نفسى للخروج من الوزارة إلا أنه تم تعيينى وزيراً للحكم المحلى”.