أول أمس دعيت من معدي قناة دريم الفضائية لمناقشة موضوع الطلاق الشفوي الذي خرب البيوت حسب مايُقال ويُنشر فاعتذرت بشدة عن الحديث في هذا الأمر بعد أن قُتل بحثا وأنهى الأزهر الشريف الحديث فيه بالرؤية الشرعية ودعا إلى اتخاذ إجراءات قانونية رادعة في هذا الشأن يقوم بتقنينها المختصون ، وفوجئت أن حلقة أمس مع الأستاذ الأبراشي تأخذ ساعات مع ضيوف كرام لتناقش من رؤية مجتمعية هذه المسألة مرة أخرى ،وهل يقع أو لا يقع؟! وكأن وقوعه أو عدمه هو الدواء الشافي لبناء المجتمع وشفائه من هذا الوباء !!.
مع أن الأجابة الشرعية قطعت الطريق على هذا السؤال ،وكما يقال (به قطعت جهيزةُ قول كل خطيب ) ، فلماذا الدوار في حلقة مفرغة ، ولم يكن البحث لدى الضيوف الأفاضل عن الأسباب الداعية للطلاق ،وكيفية علاجها فهذا هو القول الفصل وليس بالهزل ، ،وبه ضُيع الوقت – من وجهة نظري المتواضعة – حيث كان بالامكان استدعاء الأسباب ،المؤدية لهذا المرض ،وهي متنوعة ، ومتشابكة وبسهولة يمكن للمجتمع إذا تضامن ،ووجدت لدى علمائه ومفكريه وما أكثرهم في بلادنا العامرة إرادة حقيقية للإصلاح، والعلاج لكان هناك الدواء الشافي المعافي من هذا الغول الذي يدمر البيوت ،والأسر وهذه هي دعوتنا الدائمة لدعاة الإصلاح في كل مكان ،.
فمثلا: لو تضامن الخطاب الثقافي مع الديني مع التربوي مع الإعلامي مع الخطاب الفني ،والإبداعي الخ لو الجميع أتوا بخبراء لمعالجة هذا الوضع ووضع نقاط على الحروف في هذا الشان لرأينا العجائب ،ولقدمنا أروع الأمثلة في علاج ظاهرة غاشمة مثل هذه ، فلا يليق أبدا أن ننشر مسلسلات يومية رمضانية وشوالية الخ ونكرر عرضها طوال العام وليس فيها مشاهد ومقاطع تدعو لحسن خطاب بين الزوج والزوجة ،وتذكر بالمودة والرحمة بين الأسر ، وكيف أن المرأة لا يليق أن تناطح الرجل وتقف له ندا بند لأنها مديرة أو وزيرة أو مهندسة أو طبيبة بل هذا يكون خارج البيت لكن البيت غير ذلك ،وكذا الأمر مع الرجال لو ذكروا بمشاهد تبين أن الافتراء على المرأة واستضعافها ، وعدم مخاطبتها بكلمة طيبة ،وبلفظ يلين القلوب ،وغير ذلك من سوء العشرة لمجرد أن زوجها هو مدير أو وزير الخ وعلم حق الله عليه في هذا لو قدمت مقاطع ،وخرجت مسلسلات تدعو لهذه القيم وتبين حقوق الرجال على النساء ،والنساء على الرجال برؤية فنية وتعليمية مبهرة ومقتبسة من قوله تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) لو نشرنا هذه الثقافة وتضامنا جميعا في ترجمتها لواقع وبينا أن الفتاة يجب أن تعرف حقوق زوجها والزوج كذلك وأن من يفشل في بناء أسرة وفي تنوير بيت فهو فاشل وإن حمل أكبر الشهادات لو فعلنا ذلك حقا في مسلسلات بلادنا بدلا من مسلسلات تذخر بمشاهد وفيرة من الخيانة الزوجية ، والنصب والمخدرات والحشيش الخ: لصارت بيوتنا جنات ونعيم لكن للأسف أخذنا الأمور بسطحية ،ونريد معالجة امر الطلاق بأدوية غير مجدية .
والواجب قبل أن ندعو إلى بناء مستشفيات لعلاج كسر العظام والجروح أن نقوم بتغطية أو ردم الحفر التي أمام بيوتنا والتي هي السبب في الكسر والجرح وصدق من يقول:
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )