أسعى دائما إلى التفاؤل ،وأبحث دؤوبا عن أي شئ يثير تفاؤلنا خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصرنا العزيزة وكل منطقتنا. بل أرى أن التفاؤل ضرورة قد نضطر اليها أحيان حتى لا ندخل في دائرة اليأس المظلمة والمهلكة التي يريدها لنا أعداء الأمة . وقد إرتفع مؤشر التفاؤل لدي بسبب تفاعل الكثيرين مع القضية التي تناولتها الأسبوع الماضي حول كيفية الاستفادة من ثمرة عقول العلماء والمفكرين والمبدعين في تقوية الأمة ونهضتها والتغلب على أزماتها. فقد وصلتني عشرات الأراء من المختصين والمهتمين ، الأخذ بها أو ببعضها بجدية كفيل بحل كل مشاكل الحاضر وبناء قاعدة لمستقبل أفضل.
وأبدأ بعرض وجهة نظر عالمة الطحالب البحرية الأستاذه الدكتورة نادية حجازي نعمان الأستاذة بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وصاحبة الأبحاث المتعددة والهامة التي قامت بها منفردة أو بمشاركة أخرين ومنشورة في دوريات علمية عالمية، تثبت فوائد الطحالب المتعددة في مجالات تلوث المياه ونظافة البيئة وإنتاج أطعمة ذات قيمة غذائية مرتفعة ، وايضا في إنتاج وقود صديق للبيئة. أما في المجال الطبي فقد أثبتت مع علماء اخرين فوائد واسعة ومذهلة للأعشاب البحرية التي تحتوي على مضادات للالتهابات فعالة في علاج هشاشة العظام والتهاب المفاصل والسرطان والسكري والسمنة والانفلونزا والتسمم الإشعاعي ، وتساعد في تقوية الدورة الدموية والمناعة ، وفي تحسين صحة الجهاز الهضمي الأسنان وصحة القلب والأوعية الدموية وصحة الجلد.
والأهم من ذلك ان استثمار الأعشاب لا يكلف كثيرا لانها تنتشر بشكل طبيعي على كل شواطئنا على البحرين الاحمر والابيض .
ولفت إهتمامي في رؤية الدكتورة نادية إستشعارها روح المسئولية لدى العلماء تجاه النهضة بأوطانهم قائلة :” إن الثغرة التي عليها العلماء لايسدها غيرهم ،ويجب على العلماء أن لا ينسحبوا ولا يتكاسلوا ويتقدموا لسد الثغرة وذلك بقدر وجوب التصدي لكل من يقلل من شأنهم أو يحاول أن يشوه مقدرتهم على قيادة الأمور وحل المشاكل والأزمات ” . وسعت د. نادية لاستثارة همة زملائها بقولها :” لابد أن نركز على التعاون، الأمر ليس هينًا فنحن نصنع عملًا من أجل أمة و ليس من أجل فرد فالسبيل ليس ممهدًا ولكن نحن من سنمهده معًا، فلم نسمع أن فردا أقام حضارة أو حل أزمة مجتمع وحده ولكن لابد من التعاون ووضع اليد في اليد وتقبل وجهة نظر الآخر للوصول إلى حلول “.
وأكدت على أهمية تعريب العلوم :” فلابد من منهج لترسيخ اللغة العربية ودفع عجلة العلوم بها”. وفي ختام رؤيتها دعت د. نادية العلماء إلى الإهتمام ببناء طلابهم بناءًا سليمًا ليكملوا رسالة أساتذتهم بأخلاق سوية وتعزيز الوعى والإدراك، وتقوية الدوافع لحياة أفضل بالعمل والأمل والطموح والإرادة والإبداع في كل مجال “.
أما السفير رضا الطايفي الذي مثل مصر بكل مهنية واحترام في عدة دول فيقول :”من المهم أولا التعريف برموزنا العلمية والفكرية والإبداعية ،وإعادة طباعة ونشر خلاصة منتجهم الفكري،جنبا إلي جنب مع الاهتمام باقتصاديات المعرفة ،والاهتمام بمحو الأمية الرقمية لاتاحة الفرصة لمتابعة أحدث النظريات العلمية والفكريةعلي المستوي العالمي،وتشجيع اجيال من النشئ المبدع “.
وركز الأستاذ الدكتور المهندس أحمد عبد الخالق الشناوي خبير المياه المصري العالمي على أهمية إعادة الثقة للمصريين جميعا والتأكيد على أننا كدولة نستحق الدور القيادي عالميا وكشعب نستحق أن نعيش حياة أفضل بقوله :” أن الله تعالى شرفني بأن أكون مصري، بل إذا درسنا نشأة الخليقة، نجد أن جد المصريين الكبير هو النبي شيث إبن آدم، و من نسله نوح ومن نسله إبراهيم أبو أنبياء اليهود والمسيحيين، ثم تزوج إبراهيم من هاجر المصريه ليكون من نسلهما محمد،،عليهم جميعا الصلاة والسلام،، لهذا فجميع أنبياء الله تعالى أصلهم مصري،علينا ان نوقظ مقومات الإنسان المصري داخله ، ليأخذ مكانته التي ميزه الله تعالى بها بين البشر وتعود مكانته الكبيرة عند الله تعالى وعند الناس”.
ونعرض لبقية الأراء الاسبوع القادم إن شاء الله .