الإخبارية- محمد شمس
“متلازمة التعب المزمن” أحد الأمراض التي تثير الكثير من اللغط بين الأطباء حيث يختلفون حول كونه مرضا واحدا أوعدة أمراض، أوأنه مرض عقلي أوجسمي.
ويشعر المريض بهذه المتلازمة بالتعب المستمر حتي أنه لايستطيع القيام بأعماله اليومية، وذلك علي الرغم من أن التعب يكون حقيقيا وليس من وحي الخيال ويمكن ان يكون هذا التعب المزمن رد فعل من جسم المريض علي سلسلة من العوامل العاطفية والجسدية.
لاتتوافر فحوصات لتشخيص هذا المرض، وهو مايجعل المصابين به لايبحثون عن تلقي علاج، حيث يساورهم اعتقاد أن معاناتهم لاتعدو أن تكون تعبا أوإرهاقا نتيجة ظروف العمل وضغوط الحياة المختلفة، وعلي الرغم من حقيقة التعب الذي يعانون منه إلا أنهم يجدون صعوبة في إقناع معارفهم وأصدقائهم وزملائهم، ويمكن أن تولد هذه الحالة لدي المريض شعورا بالعجز وعدم القدرة علي مساعدة نفسه.
كما أن عدم تجانس بين عناصر المعايير التشخيصية يؤدي إلي حالة من الارتباك حول آلية المرض الفسيولوجية وهي حالات يمكن ان تصنف طبيا بأنها لاتزال غير معروفة
سر التسمية
لم يعرف هذا المرض سوي في نهاية حقبة التسعينات واتضحت مؤخرا مصادره وطرق التعامل معه، ويفسر الباحثون سر تسميته بالمتلازمة وذلك أن الحالة المرضية الواحدة تشتمل علي عدد من الأعراض المرضية التي لايوجد علاقة تبدو واضحة بينها، وذلك علي خلاف المرض الذي يجمع عددا من الأعراض المترابطة والتي تنجم عن آلية مرضية واحدة.
ويعتبر الإحساس بالتعب هو أبرز أعراض “متلازمة التعب المزمن” التي يشكو منها المريض مقارنة بالاعراض الأخري كالألم والصداع وارتفاع الحرارة، ويرصد بعض الباحثين حدوث الإصابة في بعض الحالات عقب مرض كالانفلونزا مثلا أوعقب ضغوط غير معتادة، ويتفاقم هذا التعب المزمن بصورة تدريجية ويمكن أن يكون ظهوره مفاجئا، وبما أن التعب يكون نتيجة عدة أسباب مختلفة، فإن المريض لن يلتفت إليه.
الإناث أكثر
يتعرض للإصابة بـ”متلازمة التعب المزمن” عدة آلاف من الناس، والإناث عرضة للإصابة أكثر من الذكور، وفي الأغلب فإن الشباب والبالغين يكونون أكثر المراحل العمرية عرضة للإصابة، وتكون إصابة الشباب بالذات عقب التعرض لمرض معين كالانفلونزا أوكثرة الوحيدات العدوائية.
وبحسب الدراسات المسحية فإن المرض ينتشر بين شعوب العالم اجمع، إلا ان الطبقات الأدني تكون عرضة للإصابة به أكثر، وكانت دراسات طبية أجريت علي المصابين بهذا المرض أكدت أن الفترة العمرية من بداية العشرينات وحتي منتص الأربعينات تكون أكثر عرضة للإصابة، ورصدت ان الأطفال نادرا أن يصابوا بهذا المرض.