الإخبارية – سامية الفقى
صيحة تحذير أطلقها مرة أخرى د. ايهاب الطاهر عضو مجلس نقابة الأطباء خلال لقائه مع الإعلامى محمد على خير فى برنامج المصرى أفندى على قناة القاهرة والناس أمس.
واستطرد الطاهر فى حواره قائلاً :
فى السنوات الأخيرة أزدادت أزمة هجرة الأطباء للخارج ووصلت الى طلاب الطب فى مرجله ما قبل التخرج فهم يبحثون الآن عن فرصة للخارج بدراسة معادلات أجنبية تتيح له السفر حتى قبل التخصص.
وهو مؤشر خطير جدا ولو أستمر الحال على هذا النحو نصحو يوما ً لن نجد فيه أطباء يعالجوا المرضى ومصر تصبح بلا أطباء خاصة ونحن نشعر بأن هناك اتجاه نحو ( تطفيش ) الأطباء من مصر.
وتابع : وأسباب ذلك كثيرة منها , التدني الشديد فى الأجور , بيئة العمل نفسها , نقص المستلزمات والإمكانيات فى المستشفيات الحكومية , وللأسف الطبيب هو من يتحمل وحده أعباء هذا النقص !
وبعد كل هذا مطلوب من الطبيب ان يكون حسن المظهر وتعلو وجهه ابتسامة دائمة فى وجه المريض وايضا مطلوب منه استكمال دراسات عليا تكلفتها حوالى من 3000 الى 4000 فى السنة على نفقته الخاصة ! فكيف يكون ذلك وهو يعانى ولا يستطيع توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
وأضاف د الطاهر : للأسف الحكومة لا تنفق ما هو مقرر فى الاستحقاق الدستوري للصحة فى مصر, بالتالى هناك عجز فى كل شىء وعندما يذهب المريض ويقال له جهاز الأشعة عطلان أو اشترى مستلزمات من الخارج فالمريض وأهله ينهلون بالضرب والاعتداء على الأطباء فى مسلسل يومى متكرر أخرها أطباء مستشفى المنشاوى بطنطا , فالطبيب هو من يتحمل كل مشاكل وأزمات المنظومة الصحية فى مصر.
وفى النهاية أذا أخطأ طبيياً يحاسب بقانون العقوبات وكأنه قتال قتلة أو مجرم وفى العالم كله هناك قوانين خاصة تنظم المسئولية الطبية فهو عمل بشرى وهناك نسبة خطأ لكن للأسف الشديد هنا أحياناً يحاسب الطبيب على مضاعفات طبية للمرض نفسه !
وعن بدل العدوى قال: بدل عدوى الطبيب 19 جنيه أى دولار واحدفى الشهر وعندما طالبنا بزيادته وحصلنا على حكم نافذ الحكومة طعنت عليه امام الإدارية العليا و قضت بعدم الاختصاص فى النهاية وقالت لنا ليس أمامكم سوى مجلس النواب .
واستكمل د الطاهر : إذا نظرنا الى الأرقام الخاصة بقيد الأطباء فى سجل الطبيب الحر سنجد مثلا فى 2016 كان عدد المسجلين هو 1044) طبيب وفى 2017 اصبحو (2549) طبيب وهذه الأرقام توضح زيادة النسبة لأكثر من 150% وهو مؤشر لهجرة الأطباء للعمل الحكومى وأغلبهم يسافر للخارج.
أما عن الحلول لمواجهة تلك الأزمة قال د الطاهر :
أولاً لابد من رفع موازنة الصحة وتحسين الأجور وزيادة بدل العدوى ولا يقل عن 2000 جنيه , وزيادة المعاشات الخاصة بالأطباء ومحاسبة الأطباء محاسبة مهنية وليست جنائية مثلما يحدث فى العالم كله , وتحمل الوزارة وجهة العمل تكلفة الدراسات العليا للطبيب وزيادة تأمين المستشفيات وحماية الطبيب من الاعتداءات المستمرة .
وأخيرا لابد من تحرك كل الجهات المعنية لتحقيق ذلك قبل أن نصحو يوماً لا نجد فيه الطبيب .