اليوم أنا فى أوج العطاء للكتابة … فذهبت إلى حيث كنا … وأغمضت عينى وتركت يدى سابحة فوق السطور تكتب لك … فاستحلفتنى كلماتى … تركتني ورحلت … لتتجمل وتأخذ زينتها … عندما أخبرتها بأنها قادمة إليك … فترفقى بى أيتها الكلمات وكفى عن زينتك … فكل حرف أضعه فوق السطور أراه يهذى ويعربد بالألحان حتى بات يتموسق نفس اللحن الذى سمعناه سوياً … ونقاط كلماتى تحولت إلى نبض يتسارع وكأنه فى حالة خطرة … حتى سطورى أراها تموج لتغزل حروف اسمك بين الكلمات وتسمعنى صوت خطواتك البعيدة عنى … وكأنها دقات سكنت نبض قلبى … فما الذى حل بى … كنت بالأمس أمرح مع الليالى وحدى … لا أحد سواي يسكن القمر ويلملم النجوم ويعبث بالهواء … أصبحت اليوم لا أعرف من أكون … ياويلى …ياويلى أجلس بجوار الهواء الذى حمل أنفاسك معى أختلسها منه … وأجمعها فى قارورة أستنشقها بعمق فأجدنى أغفو بعيداً … حتى أغيب عن الوعى … وكلما أردت أن أفيق من غفوتي … يمتزج عبق أنفاسك أكثر بداخلى … فيأسرنى ويأخذنى بعيداً عنى … ثم يأتى طيفك ليخبرنى بأنك هنا حيث أكون أنا … فأفتح عينى وأحمد ربى بأن أنفاسك المتروكة لى هنا تكفينى لكي أحيا