انتصرت مصر على دولة الكيان الصهيوني نصراً عزيزاً في عام 1973 وعبرت قناة السويس وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وقامت بتحطيم خط بارليف كل ذلك في ست ساعات فقط على حد مقولة للزعيم الراحل أنور السادات وكان انتصار الجيش المصري بمثابة إجبار لدولة العدوان على اللجوء للوسائل السلمية لفض منازعاتها الدولية مع الدولة المصرية، ثم حققت الدبلوماسية المصرية انتصاراً آخر يضاف للنصر العسكري حتى تم توقيع معاهدة السلام بعد أن لقن الرئيس الراحل السادات الدولة الإسرائيلية وشعبها درساً في خيار السلام عام 1977 أثناء إلقاء خطابه الشهير في الكنيست الإسرائيلي، وبالفعل وإعمالاً لاتفاقية السلام عام 1979 بين مصر وإسرائيل تم انسحاب الجانب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وعودة السيادة لمصر، وتنفيذاً للجدول الزمني للانسحاب تم الانسحاب الإسرائيلي من منطقة سانت كاترين ووادي الطور ومن ثم تسليم رفح بشمال سيناء لتعود كاملة وبتحقيق الانجاز العسكري وبعده الانجاز الدبلوماسي لتأتي مرحلة بعض علامات الحدود بين مصر وإسرائيل من ضمن تلك العلامات الحدودية العلامة رقم 91 وهي “طابا” التي مرت علينا ذكراها منذ أيام قليلة ومنطقة طابا أو العلامة 91 هي منطقة حدود بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وهي أساس المنازعة حول الانسحاب منها بين مصر وإسرائيل من علامات حدودية أخرى حوالي 14 علامة حدودية تمثل صحراء النقب ولكن العلامة “91” طابا اكتسبت أهمية وشهرة نظراً للموقع الاستراتيجي لها وكذلك نازعت إسرائيل عليها، مما أدى إلى لجوء مصر لمنصات التحكيم الدولي للتحكيم بشأنها وتم توقيع مشارطه التحكيم بين مصر وإسرائيل ودافعت مصر عن حقها بكل قوة، فالعقيدة المصرية والعسكرية تنطلق من مبدأ لا تنازل عن الأرض المصرية وهي بمثابة العرض لنا وبالفعل كسبت مصر القضية وتم التحكيم لصالح جمهورية مصر العربية بالعلامة “91” طابا لتعود طابا لمصر، وذلك في يوم 19 مارس عام 1989 تم رفع العلم، هذا وتم تنفيذ الحكم وتم الانسحاب الإسرائيلي منها بعد مماطلة في التنفيذ والآن نحتفل بالذكرى الثلاثون لعودة طابا آخر نقاط الحدود في النزاع المصري مع إسرائيل بشأن استرداد سيناء كاملة دون نقصان لحبة رمل من الأرض المصرية، إنها قصة يجب علينا أن نعيدها على أولادنا فالجيش المصري بل والشعب كله لم يفرط بل حققنا النصر العسكري والدبلوماسي والقانوني على إسرائيل نصراً على كافة المستويات من أجل استعادة الأرض المصرية وعلينا أن نتذكر شهداء مصر كلهم شهداء الأمس وشهداء اليوم الذين قاموا ببناء الدولة المصرية والحفاظ على السلامة الإقليمية لجمهورية مصر العربية، وهو ما نجده الآن ونراه متمثلاً في المشروعات العملاقة والنهضة في عصرنا علينا أن نعرف أن تلك التنمية كانت بفضل شهدائنا.