كتبت – سامية الفقى
في اليوم العالمي للسكان والذي يوافق 11 يوليو من كل عام، تضع منظمة الأمم المتحدة للسكان، مستهدفات لكل دول العالم للارتقاء بملف السكان بها، وفي هذا العام، دعت الأمم المتحدة لمراجعة الملف واستكمال مستهددفاتها، مما يعني أنه عام “المراجعة للمستهدفات” ودعت المنظمة الدول لتنسيق الجهود السكانية والتكاتف بين الوزارات والهيئات الحكومية، والمجتمع المدني، باعتبار أن ذلك يزيد من فعالية الآداء في ملف السكان.
وتوجهت الأستاذة الدكتورة مايسة شوقي، أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة بطب القاهرة، نائب وزير الصحة للسكان سابقا، بالشكر والتقدير لمجلس النواب المصري، لانتهائه خلال الفترة الماضية، من إعداد مشروع قانون للمجلس القومي للسكان، على أن تكون تبعيته لرئيس الجمهورية، مما يعني ان حوكمة ملف السكان تزداد قوة وتأثير، ويصبح مجلس السكان قادرا على إنجاز مهامه طبقا لاختصاصاته، والتواصل مع الجهات الشريكة في تنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان 2015 – 2030 نفس القوة، والقدرة على متابعة تنفيذ قرارات المجلس.
وقالت مايسة شوقي، بأن المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي يشير إلى التحسن، وأيضا تحسن في الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة وعلى رأسها منظومة الصحة، وتدشين منظومة التأمين الصحي الشامل من بورسعيد، واتخاذ إجراءات جادة لسرعة تعميمها على باقي المحافظات، مما يعود على المواطن المصري بصحة أفضل وتحسن في مؤشرات الصحة بصفة عامة.
وقالت أن مصر شهد مؤخرا ضمن حملة 100 مليون صحة، حملة مسح فيروس سي والأمراض غير السارية وعلاج المصابين منها، وفحص تلاميذ المدارس من الأنيميا والتقزم والسمنة، ثم القضاء على الطفيليات المعوية بالعلاج المباشر الخاص بها، والآن تشهد مصر مبادرة رئاسية جديدة، تتمثل في دعم صحة المرأة والكشف المبكر عنها في أمراض سرطان الثدي والسمنة السكرو الضغط، ويعتبر هذا تمكينا صحيا للمرأة، مما يساعدها على تجاوز المرض بتكاليف أقل وفرص أفضل للحياة والتعلم والعمل والإنتاج.
ومما أكدت عليه أ.د. مايسة شوقي بأنه هدية من الرئيس عبدالفتاح السيسي للمصريين، التحسن في مؤشرات التعليم، من خلال تحسين منظومة التعليم الأساسي والفني، مما يعود في النهاية بالإيجاب على تحسن خصائص السكان، والقدرة على العمل والإنتاج.
مشيرة إلى الطفرة التي حدثت في محور تمكين المرأة بالاستراتيجية السكانية، فمنذ عام 2017 أطلق عليه الرئيس عام المرأة، وأخذ بتنفيذ كافة التوصيات اللازمة في هذا المحور، كما تولت المرأة منصب المحافظ لأول مرة في تاريخ مصر في البحيرة ودمياط، وظهر حراك إعلامي كبير في ملف السكان والتوعية به، في ضوء رسالة موحدة تصل للمواطن بطريقة ميسرة وسهلة رغم اختلاف الجهات المقدمة لها، ولكن مصر تحتاج إلى استراتيجية إعلام سكاني يتناغم فيها الآداء بين مؤسسات الدولة والقطاعين الأهلي والخاص، للخروج برسائل موحدة تخرج للمجتمع.
وفي ضوء توصيات منظمة الأمم المتحدة للسكان، توجد خطوات تم الانتهاء بها في مصر، ولكنها لم تصل لحيز التنفيذ منها المرصد القومي للسكان، وهو آلية علمية لرصد وضع السكان في مصر بمؤشرات محددة، ويضع آلية للتواصل بين المجلس القومي للسكان وفروعه بالمحافظات المختلفة، والوزارات الشريكة في الاستراتيجية للحصول على المؤشرات بصورة دورية تساعد على التخطيط السريع واتخاذ القرارات السليمة المبنية على الدراسات العلمية.
وقالت أن من أهم الإنجازات في ملف السكان هو إعداد أطلس التنمية السكانية والذي أعد خلال عامي 2016 و 2017، وأوصت بالاستمرار في تحديث هذا الأطلس بالمحافظات حيث يرتكز إلى البحث العلمي، ويساعد في تحديد الأولويات في كل محافظة وتحسين استثمار الموارد.