طريق الحرير الجديد مبادرة دولية تهدف للتعاون الاقتصادى والتنمية المشتركة
الاخبارية – سامية الفقى
طريق الحرير الجديد ليس مجرد طريق ولكنه مشروع الحلم للإنسانية، فهو حلم وهدف يتبعه عمل ليخلق لنا عالم جديد أو عولمة جديدة أو حوكمة جديدة أى حضارة جديدة أساسها العدل.
وطريق الحرير الجديد يشتمل على مشاريع يشارك فيها الجميع من أجل البشرية، وهى شبكة تنمية وليست مجرد شب نقل، وهو جسر عالمى لتجسير الفجوات التنموية والفكرية والرقمية والربط بين الثقافات.. فطريق الحرير الجديد مبادرة دولية تهدف للتعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة وتعتمد على التواصل والتناغم على المستوى السياسى والتجارى والتكامل المالى والتجانس بين البشر، ومبادرة الحزام وطريق الحرير هى منصة للتعاون الدولى ومبادرة مقترحة للجميع.
هذا ما أكده الأستاذ الدكتور عصام شرف- رئيس مجلس الوزراء الأسبق خلال الندوة التى عقدتها شعبة الهندسة المدنية بالنقابة العامة للمهندسين برئاسة المهندس أحمد رمزي تحت عنوان ” الحزام وطريق الحرير ” بحضور المهندس محمود حجازى وكيل النقابة ، والمهندس محمود مغاورى الأمين العام، والمهندس مؤمن شفيق أمين صندوق النقابة ومقرر لجنة الإعلام ، والمهندس محمد ناصر رئيس المكتب الفنى وعضو مجلس الأعلى للنقابة ، والمهندس هشام أبوسنة رئيس نقابة المهندسين الفرعية بالقاهرة، وأعضاء شعبة الهندسة المدنية، وجمع كبير من المهندسين التى اكتظت بهم قاعة عثمان أحمد عثمان.
وقد بدأت الندوة التى أدارها كل من المهندس محمد الحسينى والمهندسة منال السيد عضوا شعبة الهندسة المدنية، بكلمة للمهندس أحمد رمزى الذى أوضح أن الشعبة تحاول قدر المستطاع عمل فاعلية شهريا، مشيرا إلى انه خلال الفترة السابقة ناقشت الشعبة قانون التصالح فى مخالفات البناء، على أن تكون فاعلية الشهر القادم عن المشروعات القومية بمصر، فيما سيشهد شهر نوفمبر الاحتفال بيوم المهندس المدنى.
من جانبه رحب المهندس محمود مغاورى بالدكتور عصام شرف مبديا سعادته بوجوده فى بيته نقابة المهندسين ، مقدما الشكر لشعبة الهندسة المدنية على تنظيم مثل تلك الندوات لإثراء العلم ونقل الخبرة إلى جيل المهندسين من الشباب.
فيما قدم المهندس محمود حجازى تحيات المهندس هانى ضاحى نقيب المهندسين الى الدكتور عصام شرف وجميع الحضور، مشيرا إلى أن الدكتور عصام شرف لم يكتف بما قام به فى العمل السياسى الذى كلف به والذى رأى أن موقف مصر والعالم سيتحسن أذا لاقت مبادرة طريق الحرير الاهتمام الكاف حيث أن 0,1 % من العالم فقط من يتابعون هذه المبادرة.
وقد أشار شرف إلى أنه يحلم بعالم جديد وعولمة جديدة وحوكمة عالمية جديدة، عولمة رحيمة تحل محل العولمة الشرسة الأنانية، عولمة لا تطيح بالآخر الضعيف بل تؤمن به، مستطردًا.. “نحلم بعالم أكثر ازدهارًا يحل التعاون به محل الهيمنة، ولن يتم ذلك إلا بوجود تكتل يؤمن بالقضية ويستمد قوته من الشعوب وفقًا لآلية للتغيير تعتمد على التواصل والتجانس”.
مؤكدا أن المبادرة تعمل تحت مفهوم مجتمع المصير المشترك وهو مفهوم قديم فى الحضارة الصينية والحضارات القديمة وهو ليس مقترح ولكن أصبح سياسة دول.
وأشار شرف إلى أن كلا الطريقين القديم والجديد حدث بهما تبادل للبضائع والثقافات واللغات والمعتقدات والمعارف ويتوافقان فى التواصل والتناغم فهما نفس المفاهيم ولكن بتقنيات مختلفة، ولكن الطريق الجديد يتميز بفكرة التنمية المشتركة.
مشددا على أن طريق الحرير يختصر المسافة لأكثر من 40% ما بين القارات التى يمر بها، وأن مصر تسطيع أن تلعب دورا كبيرا فى لم شمل دول افريقية كثيرة تحت مبادرة الحزام.
وأوضح رئيس الوزراء الأسبق إن مصر لعبت دورًا مهمًا فى طريق الحرير القديم، ومع ظهور مبادرة طريق الحرير الجديد ستتمكن من استعادة قوة التجارة البينية مع الصين، ، مشيرًا إلى أن طريق الحرير الجديد سيتحقق من خلاله مشاريع عملاقة في البنية الأساسية والطاقة والمعلوماتية والتصنيع والمناطق الاقتصادية وبيئة السكن والثقافة.
وتابع ..تعد أهداف التنمية المستدامة خطة للأمم المتحدة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع والتصدي للتحديات العالمية، وتتضمن أهداف التنمية المستدامة 17 هدفًا، أبرزها القضاء على الفقر، القضاء على الجوع، الصحة الجيدة والتعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، الطاقة النظيفة، التنمية الاقتصادية، الصناعة والابتكار، الحفاظ على المناخ، تحقيق السلام والعدل. وأن مبادرة الحزام وطريق الحرير، التي اقترحها الرئيس شي جين بينج في العام 2013تهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنى تحتية تربط قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، على طول طرق الحرير القديمة.
وقال: إن مبادرة الحزام والطريق تقوم على خمسة أسس، أولها “التنسيق بين السياسات” موضحًا أن ذلك يعني أنه لا يمكن إقامة مشروعات تشمل عدة دول بدون التنسيق بين سياسات هذه الدول حول المشروعات المطروحة، خاصة أن مشروعات كثيرة ضمن المبادرة هي عابرة للحدود.
وأضاف أن المبادرة تقوم أيضًا على التواصل والربط بين الدول باعتبار البنية الأساسية هي واجهة التنمية.
وأشار إلى أن الأساس الثالث، هو التجارة العالمية والاستثمار، منوهًا بأن تنفيذ المشروعات يتطلب تمويلًا، مشيرًا إلى أن المبادرة قطعت أشواطًا كبيرة في كل ذلك.
أما الأساس الرابع فيتعلق بـ”التكامل التمويلي” من خلال عدم استئثار الصين بتمويل المشروعات وإنما التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية المختلفة مثل البنك الدولي وغيره،
كما أوضح شرف أن حوار الشعوب هو الأساس الخامس للمبادرة، وهو ما لا يعني الاتجاه لخلق ثقافة واحدة، كما هو الحال بالنسبة للعولمة القائمة على فرض الثقافة، ولكن تغليب قاعدة إنسانية واحدة وثقافات متعددة والعمل على خلق حوار الثقافات فيما بينها.
موضحا أن هذه الأسس الخمس .. تحقق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يعني باختصار شديد أن هناك مبادرة تهدف للتنمية الاقتصادية والاجتماعية دون المساس بالشأن البيئي من أجل رفاهية العالم.
واستعرض شرف بعض المشاريع منها ممرات التنمية والتى تجمع كل المقومات فى محور مثل الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان والذي أضاف حتى الآن حوالى 2% إلى اجمالى الناتج المحلى لباكستان وكذلك خط السكة الحديد بين الصين وأوربا الذى يمر بمائة مدينة فى 16 دولة أوروبية.
وفى ختام الندوة أهدى كل من المهندس محمود حجازى والمهندس محمود مغاورى والمهندس مؤمن شفيق والمهندس أحمد رمزى درع النقابة للدكتور عصام شرف تقديرا لسيادته.