الإخبارية- محمد شمس
يرجع إدمان الأدوية إلى مجموعة من الأسباب، ويأتي في أولها الظروف التي تحيط بالإنسان، والتي ربما ساعدت على إدمانها.
وتشمل هذه الظروف الحالة الاقتصادية، ووجود مشاكل وخلافات أسرية، ومن الممكن ان يؤدي العمل بشكل مفرط أوالإرهاق إلى إدمان الدوية، ويلعب الأصدقاء دورا كبيرا في هذه الحالة.
وتعتبر من أكثر الفئات تعرضا لإدمان الدواء الإناث وكبار السن والمراهقين، كما وجود تاريخ وراثي في العائلة يزيد من خطر التعرض لهذه الحالة، ويعتبر مدمنو الخمور عرضة بشكل كبير للوقوع فريسة لها النوع من الإدمان.
للجينات دور
يمكن أن يؤدي احتياج الشخص لتناول مسكن للآلام فترة طويلة، بسبب أحد الأمراض، إلى إدمان هذا الدواء، وكذلك عند الإصابة بالاكتئاب، أولأصحاب النظرة السلبية للنفس، وربما أيضا للمصابين بالسمنة المفرطة.
وتشير مجموعة من الدراسات إلى أن للجينات دورا كبيرا في إدمان الأدوية، وربما كان السبب هو شعور المدمن بالمتعة عند تناوله للدواء، وذلك لأن به مواد كيميائية ترتبط بمستقبلات الدماغ، بدلا من النواقل العصبية.
وتنقل هذه المواد الكيميائية الأوامر العصبية من الدماغ إلى باقي أعضاء الجسم، ويتسبب حدوث خلل في الرسالة العصبية في الشعور بالمتعة، وبالتالي الإدمان.
مسكنات الألم القوية
يوجد عدد كبير من العقاقير والأدوية التي تسبب الإدمان، ويأتي على رأسها المسكنات وأدوية الاكتئاب، وتحتوي هذه العقاقير على تركيبات كيميائية لها تأثير مباشر على النواقل العصبية، وهي بمثابة حلقة وصل بين مختلف خلايا المخ، ولذلك فتأثيرها يشبه نفس التأثير عن تدخين الحشيش.
ويختلف تأثير التركيب الكيميائي لهذه الأدوية على وظائف خلايا المخ، وفي الغالب فإنها تؤدي إلى اضطراب في مستويات الدوبامين والسيروتونين.
وتتواجد هذه المواد الكيميائية في خلايا المخ، ووظيفتها الإحساس بالسعادة والمتعة والعاطفة، ولذلك يمنح تناول هذه الدوية الإنسان إحساسا غير حقيقي بالانتشاء، وهو المر الذي يتسبب في إدمان الأدوية.
وتعتبر أكثر الأدوية تسببا في الإدمان، وذلك بحسب الدراسات، مسكنات الألم القوية، حيث إن لها أثرا مباشرا على الخلايا العصبية، ويؤدي الإفراط في تناولها إلى إمانها، وبخاصة الدوية التي يدخل في تركيبها مشتقات الأفيون أوالمورفين.
مضادات الاكتئاب
تأتي مضادات الاكتئاب تالية للمسكنات، وذلك نتيجة التأثير المباشر لها على السيروتونين، وهو هرمون مسئول عن الشعور بالسعادة والمتعة، ولذلك فإن من اعراض انسحاب هذه المواد الإحساس بالضيق والتوتر، وهو ما يتسبب في استمرار المدمن في تعاطي هذه العقاقير.
ويلي المسكنات ومضادات الاكتئاب المهدئات والمنومات، وتوصف هذه العقاقير لمن يعانون اضطرابات النوم، وكذلك المصابون بالأرق الحاد، ويكون تأثير هذه الأدوية على الجهاز العصبي المركزي مباشرة.
ويعتبر آخر القائمة الأدوية المنشطة، وهي تستخدم في علاج أمراض الجهاز العصبي، وعلى الخص فرط الحركة وقلة الانتباه، كما أن لها استخدام احيانا في علاج السمنة.
ويجب الانتباه إلى ان تناول هذه الأدوية لايعني بالضرورة إدمانها، وإنما الإدمان هو أثر جانبي للإفراط في تناولها أوبسبب سوء استخدامها، وذلك كأن يتناول المريض جرعة اكبر من المحددة له، اودون الرجوع للطبيب.