الإعلام أصبح الخيار الأول والسلاح الأقوى لكبرى الدول والمؤسسات فى العالم ، والذى يعمل على تحقيق أهدافها وأطماعها على كافة المستويات ، والتجارب التى مرت بها منطقة الشرق الأوسط منذ قيام ما يسمى بثورات الربيع العربي تؤكد أن الإعلام هو فاعل رئيسى فى كل هذه الأحداث وهو رقم لم يتغير فى كل هذه المعادلات .
فعندما بدأت الصهيونية العالمية تنفيذ مخطط تقسيم دول الشرق الأوسط وتدمير بلادنا لتحويلها لدويلات صغيرة كانت بداية الحرب التى وجهت ضد بلادنا من منابر إعلامية وصحف عالمية تحولت على الفور لرؤوس صواريخ نووية موجهة لعقول أبنائنا وشبابنا مستغلة قلة خبرتهم ، وعندما بدأت الأحداث التى أعدوا لها فى مصر وجدنا منابرهم الإعلامية المأجورة تقوم بدورها على الفور لتأجيج الشارع المصرى وزرع الفتن بين أبناء الشعب وقواتهم المسلحة الباسلة التى تحملت ما لا يطيقه بشر حتى تنقذ البلاد والوطن العربي من انهيار ودمار كان يراد لأوطاننا .
وبتدقيق النظر نجد أن استخدام الصحافة والإعلام فى تنفيذ المخطط مستمر فعندما استولت جماعة الإخوان الإرهابية على حكم مصر قامت بإقصاء كافة المؤسسات الصحفية القومية ، واستقدمت وكالات أنباء إخبارية ووسائل إعلام أجنبية تابعة للتنظيم كان على رأسها وكالة الأناضول التركية ليكشف لنا ذلك أن من يحكم هذه الجماعة هو لص الغاز الأهوج المغرور المدير التنفيذى لملف تقسيم وتدمير دول الشرق الأوسط أردوغان ، هذا الشخص المريض الذى يسعى للإستيلاء على مقدرات وثروات دول وشعوب أفريقيا والشرق الأوسط والوطن العربى ، غير عابئ ببحور دماء الأبرياء التى تسبب فيها نتيجة جشعه واطماعه وخياله المريض ، فهولاء جعلوا من الإعلام سلاحا لكل شيء وأى شيء .
فعندما بدأت مؤامرة الخسة والندالة ” الأغبوغانية ” على المملكة العربية السعودية من أجل إبتزازها فى قضية مقتل الكاتب السعودى جمال خاشقجى وجدنا تغطية إعلامية على مدار ٢٤ ساعة من قناة الجزيرة ووكالة الأناضول للحدث من تركيا حتى تتم عملية الإبتزاز على النحو المستهدف وخرجت إلينا التصريحات النارية من ” أغبوغان ” أنه لن يترك ما حدث يمر مرور الكرام ، ثم ظهرت الحقيقة أنها كانت مؤامرة قذرة ضد المملكة العربية السعودية وتوقف هذا الأسلوب الرخيص بعد أن أصدر البيت الأبيض التعليمات لأردوغان بإنهاء الأمر بعد ان تحققت الأهداف ،ومن هنا يظهر لنا كيف يتم استخدام الإعلام لتنفيذ أجندات وأهداف دوليه كبرى وقيامه بدور مؤثر وفعال لتنفيذ سياسات كثيرة .
الإعلام هو سلاح العصر ، انظروا إلى الإعلام برؤية مختلفة ولنعمل على تطوير المنظومة الإعلامية ورفع مستوى من يعملون بها حتى لا يكونوا عرضة للإستغلال السيئ من أجل تنفيذ أهداف ومصالح ضيقة وخاصة ، اجعلوا الإعلام هو أول من يتقدم صفوف القتال للحفاظ على مجتمعاتكم فسلاح الكلمة أقوى وأسرع بكثير فى الوصول إلى الهدف من أسلحة الجو والبر والبحر ، الإعلام سلاح لا يستهان به ، فهو يبنى العقول ويصحح المفاهيم ويشكل الوجدان ، هو باعث الأمل والتفاؤل فى النفوس ، هو خير شاحذ ومستنفر للهمم ، هو خير من يمهد الطريق أمام قاطرة النهوض والتنمية ، انتبهوا له جيدا واحذروا فهو من يدخل لبيوتكم دون إذن أو استئذان هو من يتسلل إلى عقول أطفالكم وأبنائكم وينقش فى عقولهم كالنقش على الحجر فلا يمحى نقشه مهما طال الزمان .
لنبدأ الآن قبل فوات الأوان فى العمل على تطوير مؤسساتنا الإعلامية القومية ، لنعمل على إعادة بنائها ووقف أعمال هدمها ، لنعمل على الدفع بالكفاءات الشبابية من الإعلاميين والكتاب والمبدعين والمثقفين وما أكثرهم بماسبيرو والمؤسسات الصحفية القومية العريقة ليتصدروا المشهد حتى يكونوا واجهة مشرفة لمصر وللقيادة السياسية العظيمة التى تبذل الجهد والعطاء ليل نهار من أجل رفعة البلاد، نحن فى أشد الإحتياج لأصحاب الوعي الذين يعتزون بمصريتهم ، و يقاتلون من أجل رفعة بلادهم فى كافة المحافل والمنابر، يذودون عنها ويفتدونها بدمائهم فتلك هى الوطنيه الحقيقية.
اعلموا أن الإعلام والصحافة إبداع فلا تقتلوا داخل المبدعين الإبداع وتجعلوا منهم ناقلى حدث وأخبار ، اعملوا على إعداد إعلام قوى ولننظر للعالم من حولنا لنرى ما يتم إنفاقه على الإعلام فى الخارج والداخل وكيف أنهم ينفقون مئات الملايين من الدولارات لامتلاك وسائل إعلامية قوية تعمل على تحقيق أهدافهم ، الإعلام هو السلاح الأول للمجتمعات والدول التى تريد النهوض والتقدم إلى الأمام .. الإعلام ثم الإعلام ثم الإعلام..
فهل من فهمان يا بنى الإنسان ؟؟!!!