الاخبارية – مسقط
في إطار اهتمامها الكبير بالبيئة والمحافظة عليها، باعتبارها محدد رئيسي في عملية التنمية المستدامة، دشنت سلطنة عُمان ممثلة في وزارة البيئة والشؤون المناخية مبادرتها الفريدة بـ “استزراع 10 ملايين شجرة من النباتات البرية العمانية” وذلك بمناسبة احتفالات السلطنة بيوم البيئة العماني والذي يصادف 8 يناير من كل عام والذي يأتي تحت شعار (مجتمع متعاون لبيئة مستدامة).
وتأتي هذه المبادرة تأكيدا على أهمية المحافظة على النباتات البرية وزيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر حيث تسعى الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية والخاصة على تدعيمها عن طريق استزراعها، حيث إنها ذات أهمية ثقافية وحيوية وتحافظ على توازن النظام البيئي ومكون أساسي لبيئة الكثير من الكائنات الطبيعية.
تهدف المبادرة إلى زيادة وتحسين الغطاء النباتي في المناطق الطبيعية الرعوية والمتدهورة، وزيادة مخزونات الكربون، ورفع الوعي بأهمية زيادة المساحة الخضراء وفوائدها على البيئة والمجتمع، ومساهمة جميع شرائح المجتمع في المحافظة على البيئة الطبيعية، وإمكانية الاستفادة اقتصادياً من بعض الأنواع النباتية، كما تهدف إلى تفعيل مشاركة المجتمع في الحفاظ على النباتات البرية والحفاظ على التنوع النباتي، وذلك ضمن رؤية المبادرة والتي تستمر على مدى 10 سنوات حتى عام 2030م.
ولا شك أن مبادرة زراعة عشرة ملايين شجرة برية من البيئة العمانية تعتبر من المبادرات الهامة التي تم اطلاقها في يوم البيئة العماني لهذا العام، وتشتمل خطة عمل هذه المبادرة على زراعة تلك الأشجار في مختلف محافظات السلطنة والشوارع والمنتزهات والأماكن العامة ومواقع الامتياز بشركات النفط والمواقع الحكومية والخاصة بحسب توفر الموارد المائية.
وتشتمل الخطة على زراعة تلك الأشجار على مدار العشر سنوات من2020 الى 2030 بمعدل مليون شجرة سنوياً وسوف يتم التركيز على زراعة معظم الأشجار البرية المعروفة في السلطنة ومنها: الغاف والسمر والسدر والشوع والطيق والطلح والميطان والصبار والسرح والعلعلان .. وغيرها وذلك حسب البيئات والمناخ المناسب لزراعتها.
ومن خلال هذه المبادرة سيتم إنشاء بنك للبذور من اجل حفظها لفترات زمنيه طويلة وتوفيرها لتغذية هذا المشروع، كما سوف يتم توسعة المشاتل الحالية وإنشاء مشاتل جديدة في مناطق محددة لكي يتم تغذية هذا المشروع وسهولة نقل الشتلات للمناطق المحددة للاستزراع، كما سوف يتم تشكيل فرق عمل لتجميع البذور بالتعاون مع المجتمع المحلي من أجل تسهيل مهمة العمل في هذا المشروع.
وتتعرض المواقع الطبيعية لأشكال مختلفة من التدهور في السلطنة، ولعل أهم أسباب هذا التدهور هو التغير في استخدامات الأراضي بسبب التنمية الحضرية، وبروز ظاهرة القطع العشوائي للأشجار والشجيرات والرعي الجائر، والتأثيرات المناخية المختلفة مثل: الجفاف المتصاعد والتصحر، بحيث تتراجع النباتات الطبيعية وهيمنة النباتات الغازية أو غير المرغوب فيها، مما يتوجب إكثار الأشجار البرية وإعادة زراعتها، والذي سوف يسهم في استعادة الغطاء النباتي والتقليل من التصحر في المناطق المتدهورة، كما أنها ستساهم في التقليل من تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والآثار المترتبة على ظاهرة التغيرات المناخية في السلطنة.
وتركز المبادرة على إيجاد وسائل لتوعية المواطنين وكيفية التعاون للحفاظ على الأشجار البرية و توجيه المجتمع لضرورة الاهتمام بالأشجار البرية، وإشراك جميع شرائح المجتمع وتعريفهم بأنواع الأشجار البرية، وغرس مبدأ الاهتمام بالأشجار وتوسعة الرقعة الخضراء مما يسهم في ايجاد بيئية طبيعية وصحية.