كتب – عادل أحمد
قال الكاتب والمحلل السياسي إسلام عوض إن السلطان قابوس سلطان عمان الراحل استطاع أن يؤسس دولة حديثة على أسس من التنمية والسلام، واصفا سلطنة عمان بالدولة البيضاء التي لم يسل على أرضها أي دم منذ تأسيسها، ولم تتورط في أي صراع دموي في أي مكان بالعالم.
وأضاف عوض خلال لقائه في «برنامج العاصمة والناس» الذي تقدمه الإعلامية عبير محمود المذاع على التليفزيون المصري أن الراحل العظيم السلطان قابوس استطاع أن يؤسس دولته على العلم والتطور والنهوض والثقافة، مشيرا إلى أن سلطنة عمان قبل تولي السلطان قابوس لم يكن بها سوى 3 مدارس، بينما كانت تعاني اقتصادا منهاراً لا يقوى على الصمود في وجه تحولات المنطقة والعالم.
وأوضح أن السلطان قابوس منذ بدأ في تأسيس الدولة الحديثة عمل على إنشاء المدارس والمستشفيات واهتم بالثقافة، حيث أنشا أول دار أوبرا في الخليج العربي وهي دار الأوبرا السلطانية، ودشن موسوعة الأسماء العربية الفريدة من نوعها من خلال التأريخ للأسماء العربية وهي إضافة للمكتبة العربية والعالمية تؤشر إلى وعي الراحل العظيم بأهمية الثقافة والفن والإبداع .
وأشار إلى أن السلطان قابوس سعى إلى أن تكون بلاده على أعلى مستوى من التعليم بعد أن تجاوزت نسبة الأمية فيها 66 في المائة عندما تسلم الحكم، وهو ما أثمر الكثير من النجاحات والإنجازات سواء على صعيد السلطنة أو العالم.
ونوه عوض إلى أن السلطان قابوس أنجز ما كان يحلم به من تأسيس دولة حديثة من خلال خطط محددة تقوم على فتح أبواب السلطنة للعلماء والخبرات المصرية في كافة المجالات خاصة مجال التعليم، وهو ما أدى إلى بناء دولة ناهضة تحظى باحترام العالم على أيدي أبنائها الذين تعلموا وتشبعوا من الثقافة المصرية والعالمية.
وأشاد عوض بمواقف السلطان قابوس التاريخية مع مصر من خلال دعم الشقيقة الكبرى سواء أوقات الحرب عندما تبرع بربع راتب العمانيين لمصر خلال حرب أكتوبر المجيدة، أو من خلال رفضه مقاطعة مصر بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد واختار أن يبقى مغردا خارج سرب إضعاف مصر ومقاطعتها .
ووصف السلطان قابوس بأنه رجل السلام الذي جاء إلى الدنيا في سلام وعاش في سلام ورحل في سلام وجعل من بلاده سلطنة السلام التي تسعى دائما لتقريب وجهات النظر ولم الشمل وسيادة مبدأ الحوار وتغليب المصالحة على الحرب.
وعقد عوض مقارنة بين السلطان قابوس باعتباره رجل السلام وصاحب رؤية اليد البيضاء الممدودة بالخير وغيره من حكام دول إسلامية وعربية لا هم لهم سوى الحرب وتغليب مبدأ الدم والثأر والخراب مثل حاكمي قطر وتركيا، مؤكدًا أن التاريخ سوف يذكر هذا القائد بكل الخير وسوف تظل صفحته بيضاء لا تشوبها شائبة، بينما سقط غيره من الحكام في زوايا الدم والنار ولن يذكرهم التاريخ بأي خير.
وأشار عوض إلى مواقف الراحل العظيمة الداعمة والمساندة لدول العالم الإسلامي والعربي التي تعاني من مستويات كبيرة من الفقر والأزمات، موضحًا أن كل هذا الدعم والمساندة كان يتم في الخفاء وبدون ضجيج إعلامي، كما يفعل قادة الشر لتبييض صفحتهم السوداء.
وسلط عوض الضوء على مواقف السلطان قابوس المشرفة في قضية العرب الأولى وهي قضية فلسطين، وما قدمه من دعم لمبدأ التفاوض بشأن الملف النووي الإيراني والذي كان له بالغ الأثر في توقيع الاتفاق بين إيران ودول 5 + 1 والذي جنب العالم الكثير من الأزمات.