وصف الله المُستخف بهم بالفسق، ونأى عنهم العذر، فقد يقع العذر للمستضعف، ولا عذر لمن جمع الحقائق فأوعى، وعن السبيل تمارى وتصدى واستغبى،،،
على أنقاض هذه القاعدة، نخصف من أوراق الذكر الحكيم مثلاً وإسقاطاً، يقول تعالى ( فَاستَخَفَ قَومَهُ فَأطَاعُوه إنَهُم كَانُوا قَومَاً فَاسِقِين ) الزخرف 54
الاستخفاف ها هنا ماثل هؤلاء القوم المُكلفين، ببسطة في العقل والجسم، فلما انساقوا للضلال مُنبطحين غير مُجبرين ، وُصِفوا بالفاسقين دون المعذورين…
جاءت هذه الآية في سياق مُسترسل، استُهل باغترار الحاكم الفاسد بزهوة ملكه، ( وَنَادَى فِرعَونُ في قَومهِ قَالَ يَا قَومِ أليسَ لي مُلكُ مِصرَ وهَذهِ الأنهَارُ تَجري من تَحتِي أفَلَا تُبصِرُون ) الزخرف 51
فلما عضده المتبوعين في مجونه وفسوقه ومروقه ( أم أنَا خَيرٌ من هَذا الذي هُو مَهينٌ ولا يَكَادُ يُبين ) الزخرف 52
حق عليهم لفظة ( الفاسقين )…
بعد توكيد الجواب بأفضلية وأعظمية الحاكم المفسد المضل، في استفهامين متتابعين ( أليسَ لي مُلكُ مصرَ ؟
أم أنَا خيرٌ من هَذا الذي هُو مهينٌ ولا يكادُ يُبين ؟
فلما هادنوه في الضلالتين، كان نعتهم في الثالثة بالفاسقين…