كتبت – ماجدة عبد العظيم
كثيرون يعتقدون أن النوم يعني “توقف الدماغ عن العمل”، لكن الحقيقة هي أن الدماغ يغيّر نمط عمله خلال النوم بطريقة معقدة لا تزال الأبحاث تحاول كشف أسرارها.
النوم ليس مجرد راحة، بل هو ضرورة أساسية لجميع الكائنات الحية. قلة النوم في الطفولة تؤثر بشكل خطير على نمو الدماغ، وقد تؤدي إلى موت الخلايا العصبية واضطرابات في السلوك والذاكرة!
لكن كيف يحدث النوم؟ هنا يأتي دور نواة عصبية تُسمى Suprachiasmatic nucleus، والتي تقع فوق العصب البصري. عند انخفاض الضوء مساءً، ترسل هذه النواة إشارة إلى حزمة الأعصاب RAS (Reticular Activating System)، وهي المسؤولة عن تنظيم النوم واليقظة. تبدأ الـRAS بإفراز هرمونات النوم مثل الميلاتونين وتثبيط توتر العضلات لمنع الإنسان من الحركة أثناء الأحلام!
لكن النوم ليس سباتًا كاملًا! فالـRAS تستقبل إشارات من العين، الأذن، والجلد، وتقوم بفلترتها، بحيث تتجاهل الأصوات واللمسات غير المهمة، لكنها تستجيب سريعًا للمنبه أو لصوت طرق الباب، مما يجعلها تتحكم في استيقاظنا بسرعة عند الحاجة.
هذا النظام العصبي بالغ الدقة، وأي خلل فيه قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة مثل الأرق أو الغيبوبة الدائمة!
وقد كان النبي ﷺ يعلم أصحابه دعاءً عظيمًا عند الصباح:
❞اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت❝
فسبحان الله الذي أودع في أدمغتنا هذه الحزمة العصبية التي تعمل تلقائيًا، فسمحت لنا بالنوم واليقظة دون عناء!