الاخبارية مسقط خاص:
تواصل الحكومة العُمانية طرح مبادراتها المتجددة دوماً، وفي مختلف المجالات، وفي هذا السياق أطلقت سلطنة عُمان برنامج “المسجد الأخضر” المتخصص في مجال الطاقة المتجددة، وذلك من خلال عدة جهات عُمانية معنية متخصصة في مجالات الطاقة، وسيُسهم البرنامج في دعم خطط السلطنة نحو تعزيز الاعتماد على مجال الطاقة المتجددة، وتعزيز الوعي المجتمعي بإمكانية التحول للطاقة المتجددة كخيار عملي ومجدٍ اقتصاديا مع الانخفاض المستمر لتكلفة هذه التقنيات وزيادة فعاليتها.
ويعنى هذا البرنامج بتوفير احتياجات الطاقة للمساجد من خلال برنامج متخصص يعزز تحول المساجد للطاقة المتجددة، حيث يبلغ عدد الجوامع والمساجد في السلطنة (16464) وفق إحصائية المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لعام 2019، وستسهم هذه المبادرة في توفير احتياجات الطاقة الكهربائية وتقليل التكلفة التشغيلية للمساجد، ويدعم المشروع من حيث فكرته توجهات رؤية عُمان 2040 من حيث تحقيق حوالي ٣٠ بالمائة من احتياجات السلطنة من الطاقة من مصادر متجددة.
وشهدت المرحلة التجريبية لبرنامج “المسجد الأخضر” منذ تدشينها في نوفمبر 2020 تحقيق نتائج جيدة، حيث تم تركيب المنظومات التقنية في مجموعة من المساجد مما شكل دافعا للمضي قدما في التوسع في المشروع وتطبيقه على 100 مسجد عبر 3 حزم على مدى 3 سنوات باستثمار يقدر بـ5 ملايين ريال عماني، يخصص جزء منها كذلك لمشاريع تقنيات ترشيد الاستهلاك، إضافة لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة.
وستتمكن الجوامع والمساجد الراغبة في تبني هذا البرنامج وتطبيقه من التعاقد مع أمانة للاستثمار، بحيث تتولى الأخيرة تركيب ألواح الطاقة الشمسية وتركيبها وتشغيلها لفترة زمنية محددة.
ويتوقع أن تحقق المساجد توفيرا فوريا في الفواتير على أن تعود ملكية أنظمة الطاقة الشمسية للمسجد عند انتهاء الفترة الاستثمارية المتفق عليها، كما ستتمكن الشركات ومؤسسات القطاع الخاص الراغبة في رعاية تحول المساجد للطاقة المتجددة من رعاية العدد الذي ترغب به في المواقع التي تختارها، كما ستستفيد المساجد التي لديها الرغبة والقدرة على التحول على نفقتها من الدعم التقني والشراء الجماعي من خلال هذا البرنامج.
وذكر المهندس يوسف بن علي الحارثي (الرئيس التنفيذي لأمانة) أن هذا المشروع يمثل باكورة استثمارات “أمانة” الوقفية القائمة على نهج الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص لخدمة المنظومة الوقفية واستثماراتها التي تسعى للمشاركة في برامج التنمية الشاملة في السلطنة من خلال مشروعات نوعية تحقق احتياجات المنظومة الوقفية وتسهم في الحراك الاقتصادي بتوفير مشروعات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
يُذكر أن “أمانة” مؤسسة تعنى بتقديم خدمات الاستثمارات للأصول الخاصة بالمؤسسات والصناديق الوقفية في القطاعات الاقتصادية المختلفة عبر القيام بعمليات الاستثمارات وفق أحدث الأساليب التجارية والاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الاسلامية لتعظيم المنفعة من خلال تفعيل أصول المؤسسات والصناديق الوقفية وبما يسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالسلطنة وفقا لتطلعات رؤية عُمان 2040.