وزير الأوقاف: أديتم رسالتكم بكفاءة واقتدار ومثلتم مصر الأزهر خير تمثيل
وقد تلقينا العديد من رسائل الشكر والإشادة بأدائكم من مختلف المراكز الإسلامية
وعليكم دور عظيم بالداخل لا يقل عن دوركم بالخارج
بل إن دوركم بالداخل هو الأساس
سنطلق قوافل العلماء والقراء إلى جميع عواصم المحافظات
ونأمل أن تكونوا مؤثرين فيها
وطنوا أنفسكم على مزيد من بذل الجهد في خدمة دينكم ووطنكم
كتب عادل احمد
كرم أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف موفدي وزارة الأوقاف في شهر رمضان الماضي من الأئمة والقراء لأدائهم المشرف، اليوم السبت ٢٩ /٤ / ٢٠٢٣م، بقاعة حراء بديوان عام الوزارة، وذلك بحضور عدد من قيادات وزارة الأوقاف وعدد من الصحفيين والإعلاميين.
وفي كلمته رحب معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالأئمة والقراء موفدي وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان المبارك سائلاً الله (عز وجل) أن يتقبل منهم صالح الأعمال وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
مؤكدًا أن هذا العام من الأعوام التي من الله علينا فيها بكثير من الفضل والتوفيق في الداخل والخارج وكان بفضل الله عامًا غير مسبوق في كل الجوانب سواء في الدروس أم في الإقبال على المساجد، موجهًا الشكر لكل وسائل الإعلام التي دعمت جهود وزارة الأوقاف خلال الشهر الفضيل مما أسهم في دخول البهجة على الناس جميعًا، وأضاف جوًّا وبعدًا كبيرًا على روحانيات هذا الشهر الكريم، موجهًا التحية للجميع على الجهد المبذول طوال هذا الشهر مشيدًا بموفدي الأوقاف لقد أديتم رسالتكم بكفاءة واقتدار، ومثلتم مصر خير تمثيل والحمد لله، وقد تلقينا العديد من رسائل الشكر والإشادة بأدائكم من مختلف المراكز الإسلامية سواء عبر الخطابات الرسمية عن طريق وزارة الخارجية أو عبر وسائل التواصل الشخصي.
مشيرًا إلى أن النجاح يدفع إلى مزيد من النجاح، والرسالة عظيمة، ودورنا في الداخل لا يقل عن دورنا في الخارج، وأنه لولا توفيق الله سبحانه وتعالى وما بذلته مصر بتوجيه وقيادة سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي ودعم كبير من سيادته لتصحيح الخطاب الديني وعمارة المساجد وتحسين أحوال الأئمة العلمية والمادية ودعم دور وزارة الأوقاف في أداء رسالتها ما كنا وصلنا أبدًا إلى هذا المستوى العالمي وهذه الريادة العالمية.
وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم كله كمال وجمال، مشيرًا إلى قوله تعالى: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ”، فعند الحديث عن أهل جهنم جاءت كلمة “فُتِحَتْ” بدون واو، بينما جاءت في الحديث عن أهل الجنة “وَفُتِحَتْ” مسبوقة بالواو، قال بعض العلماء: إنها واو الحال، والمعنى : جاءوا الجنة والحال أنها مفتوحة أمامهم وهذا من إكرام الله تعالى لعباده المؤمنين، “جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ”، أما أهل جهنم فيأخذهم العذاب بغتة، وقال بعضهم : إن هذه الواو هي واو الثمانية، ذلك أن بعض القبائل العربية كانت تقول العدد : واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية، فتأتي بالواو مع العدد الثامن، والقرآن الكريم نزل على سبعة أحرف، فنزل مراعيًا بعض لهجات القبائل، ولهذا نظائر منها : قوله تعالى: “سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ” بدون واو في الموضعين: “وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ”، فجاءت الواو مع العدد الثامن على لهجة من يأتي بالواو مع العدد الثامن، ومنها : قوله تعالى في سورة التوبة: “التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ”، فجاءت الواو مع العدد الثامن، ومنها قوله تعالى في سورة التحريم : “عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا”، فذكرت الواو أيضًا مع العدد الثامن، وهي مع هذا تفيد التنويع ؛ لأن النساء إما ثيباتٍ وإما أبكارًا، ولا مانع أن تفيد التنويع مع واو الثمانية أيضًا، مبينا معاليه الحكمة من واو الثمانية في قوله تعالى : “وَفُتِحَتْ” في الحديث عن أهل الجنة دون قوله تعالى : “فُتِحَتْ” في الحديث عن أهل النار، لأنّ أبواب النار سبعة لقوله تعالى : “لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم”، أما أبواب الجنة فثمانية حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء”، فلما كانت أبواب جهنم سبعة لم يؤت معها بالواو، لأن العرب لا تأتي بالواو مع العدد السابع، ولما كانت أبواب الجنة ثمانية أُتي معها بالواو، على لغة بعض القبائل العربية، مشيرًا إلى أنه لا مانع أن يجتمع في الأوصاف الستة المتقدمة بالحرف الواحد أكثر من معنى أو أن يفيد أكثر من معنى في وقت واحد، ما علاقة هذا بالآيات التي استمعنا إليها، ” وفتحت ” أبواب الجنة ثمانية ، يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم): ” مَن توضَّأ فأحسَن الوُضوءَ ثمَّ قال: أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، اللَّهمَّ اجعَلْني مِن التَّوَّابِينَ، واجعَلْني مِن المُتطهِّرِينَ، فُتِحَتْ له ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ، يدخُلُ مِن أيِّها شاء” فلما كانت أبواب الجنة ثمانية جيء معها بالواو على لهجة أو لغة من يأتي بالواو مع العدد الثامن، وكأنه (سبحانه وتعالى) يقول: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ” لهم أبواب الجنة الثمانية “أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ” ولما كانت أبواب جهنم سبعة ولا يوجد من العرب من يأتي بالواو مع العدد السابع فلا موقع للواو لا للحالية هنا ولا لكونها ثمانية لأنها سبعة: ” لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ” وقالوا كون الله (عز وجل) يجعل أبواب الجنة ثمانية وأبواب جهنم سبعة هذا دليل على أن رحمة الله أوسع من غضبه، وأن أبواب الرحمة أوسع من أبواب العذاب، ولذا سئل بعضهم أي آية في القرآن أرجى ، أي آية أرجى للناس في الرجاء والأمل في الله (عز وجل) وفي رحمته، قال قول الله تبارك وتعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” قالوا إذا كان هذا خطاب الله لعباده الذين أسرفوا على أنفسهم، فما بالكم بخطابه سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين، فعلينا جميعًا أن نبشر ولا ننفر وأن ندفع في الناس دافع الأمل وأن ندعوهم إلى الدخول على الله (عز وجل) من باب الرجاء والأمل: “قال اللهُ : يا ابنَ آدمَ ! إنك ما دعوْتَنِي ورجوتني غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أُبالي ، يا ابنَ آدمَ ! لو بلغت ذنوبُك عنانَ السماءِ ثم استغفرتني غفرتُ لك ولا أُبالي ، يا ابنَ آدمَ ! إنك لو أتيتني بقُرابِ الأرضِ خطايا ثم لقيتَني لا تُشركُ بى شيئًا ؛ لأتيتُك بقُرابِها مغفرةً”.
كما أكد على ضرورة بث الأمل في الناس وأن لا تتوقف دراستنا للقرآن الكريم عند حفظه وتلاوته وإن كان ذلك أمرًا هامًّا وفي مقدمة أعمالنا، والأهم من ذلك أن نجتهد في فهم القرآن الكريم والعمل به، فبعد الحفظ والإتقان للتلاوة لا بد من أن ندرس القرآن الكريم وأن نفهمه فهمًا صحيحًا وأن نطبقه تطبقا دقيقًا.
وأكد وزير الأوقاف على ضرورة مواصلة الاهتمام بالبرنامج التثقيفي للطفل، فبعد النجاح الكبير الذي حققه في عامه الأول الصيف الماضي ينطلق البرنامج التثقيفي للطفل في عامه الثاني في ثوب جديد تحت عنوان: “مشروع المليون قارئ”، و”ألف حافظ صغير” 14 مايو 2023م بمشاركة 20 ألف مسجد، مع الاهتمام بالمتميزين منهم وإلحاقهم ببرامج الموهوبين، وأن على الأئمة وبخاصة من تم إيفادهم خلال شهر رمضان الماضي دورًا عظيمًا بالداخل لا يقل عن دوركم بالخارج، بل إن دوركم بالداخل هو الأساس، وسنطلق قوافل العلماء والقراء إلى جميع عواصم المحافظات، ونأمل أن تكونوا مؤثرين فيها، فوطنوا أنفسكم على مزيد من بذل الجهد في خدمة دينكم ووطنكم.
وفي ختام اللقاء كرم معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أئمة الأوقاف الموفدين إلى دول العالم خلال شهر رمضان الماضي، وعلى هامش التكريم أهدى وزير الأوقاف الأئمة والقراء نسخة من كتاب الله (عز وجل) ونسخة من كتاب “الكمال والجمال في القرآن الكريم”.