هذا المساء دموعي مذرفة…
تشتكي تلاطم الغيوم،
شجن يعتريني.
يداعب الأوتار،
جفوني أرهقها
سواد الليالي،
تلاشت ذكريات سنيني،
يا قلبي المنفطر.
رفقا. فرفقا…!!
يا ترى، أيتشابه الحنين..
بالموت النبيل.
أتكبر حصائدي ..
في الحقل الكبير
أريد أن أرتشف الندى…
أريد أن أجول في الأرض…
اتناسى العويل.
وأراقص المدى،
تجتاح روحي
موجة هوجاء.
يشتد مخاض مقلتاي…
تتوعك آلاما مبرحة.
هذا المساء،
حين تعاود الديار..
علمني كيف يعزف الكمان،
علمني عزف..
لحن الصفاء.
ينعش روحي
المنهكة من سيل البكاء
إنشق فجر
تحمم بالندى
إذ رثاك..
عاودني
صوت الحنين
حين رؤياك..
ذبحت جفوني
بنهر إنساب في ذكراك..
ضحكتي بريئة أهديها،
إلى منفاك.
عاود الديار…
تمسح الجفن. يداك..
فالحنين يؤرقني
تمتمات يهديني..
كل مساء.
يشاكس لون عيوني..
جمر أحمر كالدماء
يمضي. بعيدا
وعد قطعته منذ الشتاء
تعتلي صورتك المرايا..
تعكس حيرتي،
تحتضر آهاتي
تتمزق أشلاء
نسفت من شظية الهوى..
مذ بحت بالهجر للسماء.
أنا التمرد
حين يجرح فؤادي
بسخاء…
أنا العتمة حين تتوغل
في الحنايا
بكل إزدراء..
لا يغرنك في عشقي..
هزلي ودمع مقلتي
لا أكسر بالخذلان
أو الرجاء.
سل الجفن عن رمشي
متى ينتشي…
إن غدت النوائب تشتكي
فالزم السلم..
هذا دين عليك
دون افتراء.
فالبقاء
البقاء لغزة العزة..
البقاء.