فى ظل الهجمة الشرسة على ثوابت الدين ، تطل علينا الفتن والمؤامرات وما أكثر ما يصيب الإسلام من أهله ببدعة جديدة . وقد أصبح المسلمون يقلدون الغرب فى كل شىء ويزعمون أن تقدم هذه البلاد فى متابعة هؤلاء الغربيين ونقل حضارتهم وثقافتهم ، وياليتهم نقلوا لنا تقدمهم التقنى والعلمى ، بل نقلوا لنا من عاداتهم وأخلاقهم الفاسدة وانحرافاتهم الكثيرة ، وأنا لا استبعد أن يصل هؤلاء فى تقليدهم للغرب وأهله أن يخرج علينا ما يبيح الزواج المثلى ( أى زواج الرجل بالرجل – وزواج المرأة بالمرأة ) . وإباحة اتخاذ المرأة صديقاً تعاشره معاشرة الأزواج ، فهذه هى الحرية عندهم . إن من المؤسف أن صوت الخرافة أقوى من صوت الحقيقه ، وأن البدع كثيراً ما تنتصر على الحقائق . أن الموالد الآن شرها أكثر من نفعها ، المفروض أنها تقام لإحياء ذكرى رجال الإسلام العظماء وأبطاله ، والمفروض أن تكون مناسبة نأخذ منها شحنة من الإيمان الصحيح تدعم القيم الإسلام الصحيحة لكن هذا لا يحدث ، إنها مليئة بأمور لا تليق بالمسلمين ، ولا تليق بجلال الذكرى ، وفيها الكثير مما يقره الإسلام بمثل صور الذكر بالطبول والراقصات . الموالد التى تقام فى كل المدن والقرى لا يمكن حصرها ، ولكن هناك موالد شبه رسمية مثل مولد ( الحسين – السيدة زينب – السيدة نفيسة – السيد البدوى – السيد إبراهيم الدسوقى – السيد عبد الرحيم القناوى ) . وبحكم ما جرت به العاد منذ عشرات السنين ، صحيح أن فى الموالد خيراً ، لكن جانب الشر فيها هو الغالب ، وما دمنا لا نستطيع أن نحافظ على شعائر الإسلام الحقة فإننى أرى إلغاءها أفضل لأنها بصورتها الراهنة تسيىء الى الإسلام . ويحتاج الأمر إلى جرأة ، لأن الذى يتقدم لإلغاء هذه الموالد سوف يواجه بعاصفة قوية جداً من المعارضة من المنتفعين بهذه الموالد والمروجين للبدع والمدافعين عنها . ومن البدع المحدثة فى دين الله ، التى كثر انتشارها ورواجها اليوم ، بل وضربت اطنانها فى أقطار كثيرة جداً من العالم الإسلامى واستحكمت فى قلوب كثير من الناس ، وصارت عندهم من المعروف الذى لا مرية فيه – ما يفعل فى شهر ( ربيع الأول ) من الاحتفالات والاجتماعات التى ما أنزل الله بها من سلطان ويسميها أصحابها : احتفالات بذكرى مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، بل وصل الأمر ببعضهم : أن يخصصوا هذا الشهر لشد الرحال إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ؛ قرباً من موطن المصطفى عليه الصلاة والسلام بزعمهم – وهذا عمل لا برهان له ، وتخصيص لا دليل عليه (تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) . إن إقامة مثل هذه الاحتفالات خروج عن جادة الصواب ، وتشبه بالكفار من أهل الكتاب فى أعيادهم ؛ وقد نهينا عن التشبه بهم . وقد زين الشيطان لأرباب هذه البدع شبهات يتبجحون بها ، ليلبسوا على العامة وقليلى العلم ، وهى فى الحقيقة أوهام كنسج العنكبوت ، لمخالفتها النصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ومنهج سلف الأمة .