هي حادثة صاغتها الصدفة في زيارة غير معلنة و صنعها القدر في ملحمة عائلية ساد عليها جو التسامح و الإطمئنان و تربعت عليها صلة الرحم و العفوية اليقينية بالأخوية. فشيد المنظر بصورة كان أساس ركائزها البساطة و النية الخالصة في الكلام و العمل. فما أن تجد أو تصنع او يتحقق هذا المشهد في الأسرة أو مجتمعات اليوم، حتى تجد نفسك تدعو إلى كل ما يجعل البركة و الهناء و التسامح و حب الخير للجميع من أناس يبدؤون كل عمل “باسم الله” من أجل إزالة الغل و الحسد و العين و لإستجابة الدعاء.
و في إخر المطاف إنطلقت ثلاثة وجوه أي (طلقات) من البارود الرباني بعد اللقاء في ذلك المكان “بالمالحة” دُعِيَ أن يعمر البيت – قال أريد إسم “حفصة” فجاءت أنفال آية، فخمس للأب و الأم و خمس لأهل البارود الثلاث و ما تبقى من الأخماس فللعمل الصالح و العيشة الهنية و حسن الخاتمة لأنفال، تلك هي القصة لمَنْ كان قلبه ناصعا كبياض الثلج و متيقنا من عطاء الله وحده لا شريك له، فتحضر إجابة الأمنية و العطاء. يركز علماؤنا الأجلاء على أن من شروط الدعاء المستجاب الأكل من حلال و العمل بالمعروف، هذا ما أصبح يندثر و يختفي من سلوكات المجتمع و الأفراد في الوقت الراهن.
إن حب المادة الفانية طغى كله على معاملات و سلوك مجتمعنا نتيجة تعلقُنا بالمجتمعات الغربية و إبعادنا على أصولنا و تحاشينا لما يقربنا من الخالق من الذكر و السعي لما يوفر زاد يوم غد، فنزعت البركة في البيوت و السكينة في الأسر لعدم التوكل على الله بل نسارع للطبيب و الراقي من اجل الشفاء و لا نسأل الخالق.