” إذا أردت شيئا فإن العالم كله سيتآمر معك من أجل تحقيقه “.
لا أتذكر اسم الأديب الذي قال هذه العبارة ولكن أتذكر جيدا أن التجارب التي مررنا بها تؤكد هذه المقوله وأن الواقع الذي نعيشه يصدقها.
خذ عندك هذا المثل.
منذ أن احترف حسام حسن التدريب وهو يحلم بتدريب منتخب مصر ويرى أنه الأحق بهذا المنصب.
اقترب هذا الحلم كثيرا من حسام حسن حتى كاد أن يتحقق وابتعد كثيرا عن حسام حسن حتى كاد أن يتبخر.
اقترب كلما ساءت نتائج المدربين الأجانب الذين تولوا تدريب المنتخب.
وابتعد كلما ارتكب حسام حماقة من الحماقات التي تنتج دائما عن عصبيته الشديدة وغيرته القوية على فريقه وإصراره على الفوز مهما كان مستوى الخصم الذي يواجهه.
ثم جاء الوقت الذي تآمر العالم كله لتحقيق حلم حسام حسن.
توافقت رغبة المنظومة كلها على تكليف حسام بتدريب المنتخب والسبب أنه صدق حلمه وآمن به وتشبث بتحقيقه.
تريد مثالا آخر.
عقب تأهل منتخب الجزائر على حساب منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2010 بعد مباراة أم درمان الشهيرة.
انخرط لاعبو منتخب مصر في بكاء شديد وقال معظمهم كلاما يائسا عن أن حلم كأس العالم انتهى بالنسبة لهم.
وزاد أحمد حسن : يعني نغير اسمها يعني ( يقصد كأس العالم ) عشان نوصل ؟!
الوحيد الذي رفض الاستسلام هو الحارس الأسطوري عصام الحضري.
جاءت كلمات الحضري واضحة صادقة وهو لايزال في استاد أم درمان : لن أعتزل حتى ألعب في كأس العالم.
وبالفعل لعب الحضري في كأس العالم بعد ثماني سنوات وكان أكبر لاعب في البطولة وبلغ عمره وقتها (45) عاما
تريد مثالا آخر.
حكى صلاح السعدني عن صديق عمره عادل إمام وقد تزاملا في كلية الزراعة أن إمام كان يكتب على كشكول المحاضرات : سأكون أفضل ممثل في مصر.
بالتأكيد كان هناك مدربون أفضل من حسام حسن.
وكان هناك حراس مرمى أفضل من عصام الحضري.
وكان هناك ممثلون أفضل من عادل إمام ولكنهم لم يصدقوا أحلامهم ولم يتشبثوا بها فرفض العالم أن يتآمر معهم لتحقيقها.