إلى كم؟!
إلى كم؟! وجنبي منك ليس له جنبُ…
كأنك لا عفوٌ .. وأني لا ذنبُ ..؟!
شريدين..
تعطينا المجازات كأسها ..
فراغا من المعنى ..
فلا يُسكر النّخْبُ
نجدّفُ في بحر ..
إلى غير وجهةٍ ..
فلا شرقنا شرقٌ ولا غربنا غرب
ولا الشفق المجروح نام أنينُهُ
ولا القمر السهرانُ نادمه الصحبُ
قرأت وفي كفي من العقل شمعة..
فمازال وجه الحق في شمعتي يخبو
فحتى متى أمشي على الشوك حافياً..
وحتى متى في الشك أخبط يا ربُّ
**
أسائل عن عيسى ونيّة قومه..
فيبكي صليبٌ في عيون هي الصَّلبُ
وأسأل عن يحيى.. وعن سرّ قتله
وتحتارُ في رأس الحسين بي الحربُ..
لماذا يموت الطيبون ؟!
وكلّما ..
بكاهم يتامى الليل أوجعني القلبُ ..
**
كنعش قتيلٍ مرّ لم يبكه فمٌ..
أمرّ على شعبٍ يقوم وينكبُّ
وكنتُ أنين الناس أصرخ باسمهم
وكان فمي شعباً..
وقد صمت الشعبُ
مواكبُ مرت في دروب حزينة ..
وأجنحة الأحلام كسّرها الرُّعبُ..
فعادت بإحباط الذي عاش حالما
بنبعٍ فلما فارَ أخطأه الشرب ..
**
وتكبر في عيني “لماذا” كأنها ..
جراد بحقل العقل شرَّسه الجدْبُ..
لماذا..
وتعطيني النواطير ظهرها..
ففي صمتها موتٌ..
وفي كبدي ذئبُ..
لماذا ..
كأن البحرَ حيرة سائلٍ…
جياد المعاني في إجابتها تكبو
فلي حزنُ يعقوبٍ ..
وحيرة يوسفٍ
وشكُّ سُـراةِ الليل..
والدم ..
والجبُّ؟!
أواجه وحدي ربكة الموج ..
ذاهلاً
كأن الليالي السود ليس لها ربُّ
فإن فاء قلبٌ ما
إلى ظل غيمة
تنامت طبول الخوف فانزعج السرب
مشينا وراء الوهم ..
مشية نائمٍ..
فآل إلى سبعين دربا بنا الدربُ ..
وكلٌّ يرى أن السلامة عنده..
وأن جمال الآخرين هي الجُرْبُ
وكل فريق يحسب الله عنده..
وأنّ له القولَ الذي ما به ريبُ
طرائق شتى للجنون تركنني
أضعتُ أدلائي .. وضيّعني الرّكبُ
بعدنا بعدنا .. لا صوى نهتدي بها ..
لعوْدٍ .. ولا صوب الوصول لنا قُرْبُ
ولا ماء يشفي من “لماذا”؟! بعلّةٍ..
ولا حلّ لغزي الجمع والطرح والضربُ!!
تدور بي الدنيا فلا شيء ثابتٌ
فهل يسعف المكروب من حاله كربُ ؟!
أنا في مهبّ الريح وزني ريشةٌ..
تنام إذا ناموا تهبّ إذا هبُّوا
ولي في انتصاف الموج.. مليون منقذٍ
بها واحدٌ صدقٌ وسائرها كذبُ
سبيلي سبيل الإمّعات فكلما ..
قرأت كتاباً هدَّمت أصله كتْبُ
على الصُحُف الصفراء كم مرّ عابث
متى بان لون الخط أفسده الشطبُ
وكلّ قناعٍ غشني فاتبعته..
مسيلمةٌ الكذابُ قرآنه شغْبُ
أيا حفر التاريخ ..
أتعبتِ مشيتي
سقوطا ..
وقد أغراك بي زمنٌ صعب ..
فهاتي السهام الزُّرْقَ إني دريئة…
أقمت لها صدري لينتصر الحب …