… تائهة لا أعلم من أين أبدأ، سألت نفسي عما يجب أن أفعل، كيف يمضى الوقت؟ كان الهاتف هو الحل الأمثل، تناولته لأبحث عن فديوهات تدلني على الأماكن التي يجب أن أزورها، أثناء ذلك تعثرت في عدد كبير من الفديوهات التي لا أعلم الهدف منها، ملايين المشاهدات لفيديوهات الأكل، رجال ونساء خلف أكوام مكدسة من الطعام، أخرون يأكلون طعاما نيئا أو مقززا كأسماك أو حشرات حية، لا أعلم كيف يبتلعونها، فيديوهات تافهة وأخرى لاستجلاب الضحك والسخرية عنوة، وكأن هذا النقد في ذاته هادف، مقاطع حول إدارة العلاقات العاطفية، يقدمها شاب أكاد أجزم أن أكبر تجاربه كانت مع زميلته في الفصل، التي ربما تتصرف بذكورة تفوق ذكورته، وكأن هذا التحرك الرأسي للبشرية ترك مجالا للمشاعر لتصبح موضوعا للنصائح، ألآ يقرأون عن نسب الطلاق ونسب العزوف عن الارتباط، مقاطع نصف إباحية يشاهدها مواليد السبعينيات والثمانينيات، أبناء الجهل والردة الفكرية والجوع الجنسي، هؤلاء الذين عانوا الرداءة في كل شيء، أجيال من المسوخ ليسوا قراء وليسوا متعلمين ولا حتى قادرين على اكتساب أو منح المتعة، ينتصبون على مؤخرة إحداهن أو ثدييها، ولو وقفت أمامهم في الحقيقة، لو رأوها رأي العين في الواقع، ولو قالت هيت لكم لتصببوا عرقا وتراجعوا منكسرين مستخزين، يضربهم الضياع والعجز.