عـــادَ الـمـغـولُ إلـيـك يـابـغدادُ
بـكـتِ الـعـيونُ وذابــتِ الأكـبادُ
يــومٌ عـلى كـلِّ الـكرامِ مـزلزلٌ
فـرحَ الـحثالةُ وانـتشى الأوغادُ
والـعـلقميُّ تـوسَّـعتْ أشـداقُه
كُـشِـفَ الـلثامُ لـتظهرَ الأحـقادُ
صُـفْرُ الـوجوهِ قـديمةٌ أحقادُهم
فـالحقدُ قـد أوصـى به الأجدادُ
و الغدرُ شيمتُهم وليس بعارضٍ
هــذا هــو الـتـاريخُ حـيثُ يـعادُ
لـكـنّ هــارونَ الـرشـيد مـكـابرٌ
مـافادَ فـي بـعضِ الأمـورِ عـنادُ
هل يُرتجى عندَ اللئامِ سماحةٌ
فـالـجمرُ جـمـرٌ لــو عـلاه رمـادُ
إنْ غـرَّكم جـلدُ الأفـاعي ناعماً
فـالـسّـمُ فـــي أنـيـابِـها وقّــادُ
لا ضـيرَ أنْ تـرقى الـثعالبُ مرّةً
والـلـيثُ تُـثْـقلُ كـفَّـهُ الأصـفـادُ
ولـربّـما فــرحَ الـحمارُ بـسرجِه
مـاخافَ مـن سرجِ الحمارِ جيادُ
هـو لـعنةٌ كـانت على أصحابِها
يــومُ الـوغـى تـتـقابلُ الأضـدادُ
والـفـوزُ فـيـها لـلـذينَ حـيـاتُهم
لـن تـنتهي إذ تنتهي الأجسادُ
قـومٌ تـسامى للشّهادةِ جلُّهم