القيمة الثالثة والثلاثون :
حينما تجول بنظرك وفكرك في طقوس المصريين الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية تجدهم يتفقون في أمور كثيرة ، و يختلفون عن باقي الشعوب المسلمة والمسيحية مما يؤكد علي خصوصية مصر في الإسلام والمسيحية .
فالمصريون مسلمون، ومسيحيون يأكلون نفس الكحك “أبو سكر بودرة” في الأعياد.
ونفس الفسيخ سواء أول يوم في العيد (المسلمين) أو ثاني يوم (المسيحيين، ومعاهم المسلمين كمان) فيما يسمى “شم النسيم.” وهو عيد مصري أصيل من أيام الفراعنة .
المسلمون المصريون هم الوحيدون الذين يطلقون على عيد الفطر “العيد الصغير” و الأضحى “العيد الكبير” وأيضا مسيحو مصر يفعلون الشيء نفسه مع الميلاد والقيامة، دونا عن مسلمي ومسيحيي العالم!
و يوقدون نفس الشموع في المقام، سواء أكان عند مقام ( السيدة زينب ) ، أو عند دير القديسة ’’سانت تريز.”
ويُحيون ذكرى الأربعين (وهي مدة تحنيط الميت قبل دفنه في مصر القديمة). وهو احتفاء لا علاقة له لا بالمسيحية ولا بالإسلام وإنما بمصر ، وقد يكون من باب الحداد أربعين يوما علي المتوفي .
المسلمون المصريون يستهجنون الطلاق وتعدد الزوجات ( الأمر الذي تسعى الحركات السلفية الإسلامية لتغييره ) وتحاول الدعوة إلي تعدد الزوجات ، مع أنه جائز شرعا ، وليس فيه شئ من جانب الشريعة الإسلامية ، وإنما لا يستساغ في البيئة المصرية لعوامل اجتماعية بخلاف غيرها من الدول الإسلامية ، والمسيحيون المصريون هم المسيحيون الوحيدون في العالم الذين يحتفلون برمضان (الأمر الذي تسعى الحركات الأصولية المسيحية لتغييره) ويزينون بيوتهم بالفوانيس.
المسلمون والمسيحيون (خاصة في الريف والمناطق الشعبية) يزورون المقابر يوم العيد لكي ’’يُعيدوا” مع الموتى، ويأخذون معهم نفس الورود والأقراص والكعك والأكل “رحمة ونور” وكأنهم يأخذون أكلًا للموتى لكي يأكلوا معهم مثلما كان يفعل المصريون القدماء عندما كانوا يضعون طعامًا مع الميت ليأكله في الآخرة.
تلك هي خصوصية مصر المحروسة الإسلامية والمسيحية حامية المسيحية ، وحاملة لواء الدفاع عن الإسلام عبر التاريخ ، قبلة المسلمين العلمية والفكرية والدينية.
وكل عام وانتم بخير