كثيرا مايكون المشرف علي الرسائل العلمية رحيما ودودا حريصا علي مصلحة الطالب أو الباحث فيقوم بالتوجيه والإرشاد والتصحيح والتصويب لأخطاء الباحث وهذه هي ضريبة الأستاذية .
ومنهم الفظ الغليط العتل الذي يُكسر المواهب ، ويحطم الكفاءات ، ويقضي علي أحلام الشباب ، وتطلعات المستقبل ، واستمرارية البناء العلمي ، والبحث العلمي في المجتمعات العربية والإسلامية .
والحمد لله رب العالمين أن رزقنا الله تعالى بأساتذة علماء أجلاء في رسالتيي للماجستير والدكتوراه
ففي مرحلة الماجستيركان مشرفي في الماجستير الأستاذ الدكتور محمد يحي عبد المنعم رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجعل عمله وعلمه في موازين حسناته ، عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة فرع جامعة الأزهر الشريف ، فكان نعم الوالد والموجه والمعين ، وكل ما كتبته في رسالتي وافق عليه ، إلا موقفا واحدا كان لا بد فيه من ذكر رأي الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وطلب مني وضعه في الرسالة ، ولكني أصررت علي عدم الاستئناس بهذا الدليل أو الشاهد ، لأنه كان سيغير المبحث كله ، فوضحت لسيادته وجهة نظري ، فأقرها ولم يفرض علي ، و يغصب علي أن أضعه في الرسالة ، و غير ذلك من المواقف النبيلة التي كان له بها أيدي بيضاء علي ، وقد يكون هناك مقال آخر أذكر فيه بعضا من هذه المواقف الشجاعة والنبيلة لسيادته رحمه الله تعالى وأدام ذكره في الخالدين ..
ثم جاءت مرحلة الدكتوراه ورزقني الله تعالى بعالم العلماء وأستاذ الأساتذة وجهبذ المفسرين وتاج المحققين المخلصين فضيلة الأستاذ الدكتور القصبي محمود زلط نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي .فكان النعيم والحب والأدب والإخلاص والعصامية التي ربنا عليها خلال مرحلة الدكتوراه والتي انهيت فيها الدكتوراه في عامين فقط وهي أقل مدة للباحث كي يتقدم برسالته المناقشة فوافق على ذلك بدون تسويف أو تأخير .
ولا أنسي من مواقفه النبيلة التي تحتاج إلي مجلدات وخاصة معي شخصيا حينما أعطيت لسيادته جزء من الرسالة وقد طلب أن أتي بجزء من الرسالة يبين مقدر عملي و جهدى في الرسالة ، ولكني حملت معي نصف الرسالة ، وكانت تزيد علي 400 ورقة فقال لي يامحمد أنا مش قلت لك هات جزء مش كلها !!!؟
فقلت : يا استاذنا ،يامعالي الريس ده نص الرساله ، فقال لي كمان ده نصف الرسالة فكم يبلغ باقي الرسالة ؟؟؟
قال: طيب سبيها لي و نتقابل الأسبوع القادم فخرجت وأنا انتظر لقاء الأسبوع القادم ، وأتيت في الموعد فسلمت عليه وجلست ، وقبل أن أتكلم بكلمة قال لي يامحمد (علي هذا فسر ) أي علي المنهج الذي تشتغل وتعمل به استمر عليه . وقال لي أنني مسافر إلي أمريكا لقضاء شهر رمضان هناك ونلتقي للمناقشة ٱن شاء الله بعد الرجوع ، وأنهيت رسالة الدكتوراه في أقل من سنتين ثم توجهت للأمور الإدارية للمناقشة بفضل هذا العالم الرباني رحمه الله تعالى بواسع رحمته وبل قبره بشٱبيب رحمته ، وبل قبره بمزن رحمته وغفرانه ..
وتغير الزمان ، ومرت الأيام ، وتبدلت الأحوال ، وظهر المتسلط والناقم والحاسد من الأساتذة والطلاب اليدين يعرقلون اجتهاد الباحثين وتحطيم نفسية المجتهدين
ولذلك نتعجب من شدة بعض الأساتذة ونذكر علي سبيل المثال …
مايقوله الأستاذ الدكتور زكريا أبو هيبة فيقول …..
في مناقشة الماجستير للطالبة هاجر الحصري -المعيدة بالقسم- جلس زميل اليوم وتلميذ الأمس أ. د.أحمد فاروق الزميتي على المنصة مناقشًا للباحثة، فعلّق على بعض الأمور المتعلقة بالأرقام وترتيبها،
وعلى هامش المناقشة قال الدكتور أحمد؛ وددت أن أقول لها أن مشرفي الدكتور زكريا حينما وقعت في هذا الأمر في الماجستير، كتب لي معلقًا: “سمك، لبن، تمر هندي”.
فقلت له: بجد يا أحمد كتبت لك هذا؟ أجاب بأدبه المعهود: نعم يا أستاذنا، ثم أضاف؛ وقرأها والدي رحمه الله- فقال لي: رتب شغلك كويس يا أحمد.
قلت له: يا لقسوتي! لم يكن باعثنا في ذلك إلا أن تكون حيث أنت الأن. ولو عاد بي الزمان للوراء ما كتبت هذه العبارة. فالأستاذ بنّاء؛ موجه ومرشد وبانٍ لشخصية تلميذه، ومن جملة البناء التي يتعين مراعاتها قوة شخصيته.
بعض الأساتذة يتوسعون في هذا الأمر توسعًا يصل للتجاوز، فبدلًا من تقويم الباحثين يكسرونهم؛ كتب أحد الأساتذة على عمل أحد طلابه “هذا هُراء”، ونزع أستاذ فصلًا كاملًا من رسالة علمية وقال للطالب: هذا الفصل لا داعي له، قال الطالب: وكأنه نزع جزءًا مني. ورأيت أستاذًا كبيرًا -رحمه الله- في مناقشة علمية نعت فيها الباحثة بنقلها فقرات من كتاب دون توثيق، ولما واجهها بانتحالها، أخرج من حقيبته الكتاب التي نقلت منه ثم رماه بيده عليها حيث تجلس، على مرأى من الحضور!!!
فسماح يا أبا ريان يا أخي، خلي قلبك أبيض مثل قميص ناديك المفضل (الزمالك)؛ وسلم على صديقي ريان الأهلاوي الأصيل….
هذه نماذج من مشرفين ،،،، ومشرفين …..
مشرفون منهم مخلصون لهم ذكر في عليين وتذكرة في الخالدين .
و مشرفون إلي حيث يضعهم التاريخ لا ذكرُُ و لا فكر ولاعلم ولا أخلاق….
فرحمات الله علي الجميع في الدنيا والآخرة وإلي يوم الدين ، ولقاء رب العالمين ..
ونقول كما قال ربنا (ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ) …..
والحمد لله رب العالمين…