مصر تدق كل نواقيس الخطر ..تحذر.. وترفض.. وتتمسك بمبادئها
*أمريكا تؤجل صفقة الأسلحة لإسرائيل.. ولكن:
هل تستطيع الاستمرار حتى النهاية؟!
*مهما حاولوا.. ومهما لفوا.. ومهما داروا..
لا تصفية للفلسطينيين.. ولا مساس بحبة رمل واحدة لمصر
*برافو نواب الشعب.. موقفكم مشرف.. وليسمع الآخرون.. وليتعلموا
*القاهرة تتحرك في مختلف الاتجاهات
الموقف ملتهب .. ليس في ذلك شك .. الإسرائيليون للأسف ليس لديهم مانع من أن يشعلوا النار في مناطق شتى.. ثم يبدون وكأنهم المغلوبون على أمرهم وأن هؤلاء الغيلان من حولهم يتلهفون على التهام أجسادهم وعظامهم.
طبعا.. تلك فرية عاشوا عليها منذ أن خرجوا للحياة وفي سبيل الترويج لكل أجزائها وجزئياتها اندفعوا يقتلون ويسرقون وينهبون ويغتصبون الحرمات.
نعم سلوكياتهم وتصرفاتهم خلال الـ 75 عاما الماضية ليست في حاجة إلى إعادة من جديد لكن ما يهمنا تلك الحرب التي تشنها ضد حركة حماس في غزة منذ يوم 7 أكتوبر الماضي وحتى كتابة هذه السطور..!
إنها حرب إبادة بالفعل كما أسماها سفاح القرن.. رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو.. وحرب قطع الرءوس وحرب اغتيال الأطفال الصغار والأجنة في بطون أمهاتهم.. بالضبط مثل ذبح النساء والشيوخ وأمضوا الشهور السبعة الماضية وهم يرتكبون أبشع الجرائم.. والعالم يتفرج.. ويقصفون المستشفيات ودور العلاج بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا دون أن تتحرك لديهم شعرة من ضمير.
ثم..ثم.. وصلوا إلى المرحلة الثانية من تهديداتهم وأخذوا يمارسون مهمتهم القذرة ضد مليون و400 ألف فلسطيني سبق أن فروا من ديارهم في غزة واستقروا في رفح أملا في قدر يسير من الطمأنينة والأمن.. فإذا بسفاح العصر يطاردهم ويفعل فيهم نفس ما سبق أن فعله وسط عويل النساء وبكاء الأطفال وارتجاج أجساد الرجال والشيوخ..
بكل المقاييس.. تكون الأوضاع بذلك وصلت إلى حافة الهاوية وفقا للنداء الذي أطلقته مصر في محاولة لكي يعدل الإسرائيليون من تصرفاتهم الهوجاء وسياستهم المقيتة وكأن مصر بهذا النداء تدق كل نواقيس الخطر محذرة من عواقب وخيمة لا يعرف مداها سوى الله سبحانه وتعالى.. ولقد استخدمت مصر مصطلحا جيدا لتبيان نذر الخطر ألا وهو “حافة الهاوية”.. يعني آخر درجات ضرب العيش الآمن المطمئن.. يعني أيضا أن أي أبواب كان يمكن أن تنفذ منها أشعة واحدة من إشعاعات السلام.
ولقد توصل العالم في السنوات الأخيرة إلى حقيقة تقول.. إن الحرب –أي حرب- لا تجدي نفعا إلا إذا جلس المتحاربون مع بعضهم البعض حول مائدة واحدة وأعدوا اتفاق سلام مشتركا تلتزم ببنوده كل الأطراف “المنتصرون والمنهزمون” سواء بسواء وسط هذا المناخ الملتهب أو شبه الملتهب.. حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن يؤكد على ثوابت السياسة المصرية.. وكيف أنها لا تتغير ولا تتبدل تحت وطأة أي ظرف من الظروف وبكل المقاييس التي تقوم على رفض تصفية القضية الفلسطينية في نفس الوقت الذي تقطع فيه الأصابع أو الأيادي التي تحاول المساس بكل حبة رمل من أرض مصر.. ولاسيما سيناء الغالية.. علينا جميعا والتي وضعنا من أجلها برنامجا هائلا من التكنولوجيا والديموجرافيا والانتقال بها إلى أرقى بقاع الدنيا.. ومعها بديهيا.. مصر العطاء والرحمة والكساء .. والدفء والطعام.. والشراب.. يقفون خلف القيادة السياسية المخلصة الداعمة للقضية الفلسطينية.. إنه كلام محترم ولا شك وليعرف القاصي والداني أننا مجتمع متراص الصفوف.. متلاحم الأكتاف.. ليس فيه من يعزف لحنا نشازا طالما أدرك كل أبنائه وبناته أن القضية – أي قضية- هي قضية مصير وملاذ.
على الجانب المقابل علينا أن نتساءل:
لماذا يقف العالم موقف المتفرج؟
نعم المتفرج.. اللهم إلا من بيان صدر من هنا وبيان يجري من هناك والاثنان لا يحملان سوى عبارات تبدو وأنها حررت على استحياء..؟!
نعم.. لقد قررت الإدارة الأمريكية أمس تأجيل موعد تسليم صفقة الأسلحة المقررة لإسرائيل إلى أجل غير مسمى..!
هذا شيء طيب ولا شك لكن من أدرانا أن نفس هذا القرار قد يصدر غدا أو بعد غد وقد لا يصدر أصلا لأن التحرك كله في مختلف الاتجاهات قاصر على الإدارة الأمريكية.
بالمناسبة.. أعضاء البرلمان عندنا أناس يقدرون المسئولية ويقدرون ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنقاذ مصر من براثن التطرف والإرهاب.
لذا.. فقد أحسنوا عندما أصدروا أول أمس بيانا قالوا فيه بكل الصراحة والوضوح: نحن نواب الشعب نقف خلف قيادتنا السياسية المخلصة الداعمة للقضية الفلسطينية..
بارك الله فيكم.
و..و..وكم نتمنى أن يسير الآخرون على نفس النهج.. نهج العدل والمساواة والخير.
في النهاية تبقى كلمة:
هذه هي مصر..
وهؤلاء هم الفلسطينيون..
وهؤلاء الإسرائيليون..
وهذا المجتمع الدولي..
وأحسب أن جميع تلك الأطراف تدرك جيدا الثقل الكبير الذي تتمتع به مصر.. وتعلم جيدا.. كيف أن قياداتها لا تتعامل مع الأشياء –كل الأشياء- إلا بلهجة واحدة ومن خلال موقف مشترك وبناء على تلك الحقائق لن تتخلى مصر يوما عن الفلسطينيين الذين هم أعزاء في قلوبنا جميعا.. بصرف النظر عما يحدث من تجاوزات من جانب بعضهم فمصر كعادتها تسمو فوق الصغائر.. ولا تلتفت إلى ألعاب الصبية..!
و..و..شكرا