ليس إنجازا أو ليست قدرة خارقة أن ننشغل في أول يوم في امتحانات الثانوية العامة بالحديث عن الغش وكيف أنه تم ضبط طالب أو طالبين أو أكثر أو أقل وهم يقومون بتصوير ورقة امتحان اللغة العربية ثم يشيرونها عبر شبكة الإنترنت لأصدقائهم وزملائهم وبالتالي إلى أكبر عدد من الطلبة.
ويبدو أن وزارة التربية والتعليم قد فاجأتها الصدمة حيث لم يتوقع المسؤولون بها حدوث عمليات غش هذا العام ومن ثم أخذوا يصدرون التصريحات التي من شأنها التأكيد على محاسبة المتورطين سواء مرتكبي الفعل الأصلي أو المراقبين والمكلفين بضبط اللجان المختلفة وإجراء عمليات تفتيش على مقار هذه اللجان وما أكثرها.
لكن فليسمح لي السيد وزير التربية والتعليم ومعاونيه أن أقول لهم ليست تلك الوسائل السليمة لمنع محاولات الغش وإلا سوف تتكرر كل عام مع أحداث التطوير باستخدام التكنولوجيا المتقدمة التي تقف حائلا دون عمليات غش بعينها فضلا عن الحيل التي تقوم بها الطالبات بالذات من حيث تخبئة أجهزة التليفون المحمول أو حتى اللاسلكي في أماكن حساسة من أجسادهن.
الحكاية يا سادة أعمق من ذلك بكثير .. فنحن ولا شك نقيم دعائم مجتمع قوامه الأمانة والصدق في القول والعمل والبعد عن النقائص بكل صورها وأبعادها.
ولكي نحقق ذلك الهدف العزيز لابد من تنشئة الإنسان في هذا البلد تنشئة سليمة منذ نعومة أظفاره وتلك مسئولية الأسرة أولا وأخيرا.
أيضا.. يجب أن تضيف وزارة التربية إلى برامجها الدراسية علما مهما تضعه دول العالم ضمن أولوياتها التعليمية والتربوية وهو علم الأخلاق.
عفوا.. هل تعرفون ما هو علم الأخلاق ؟ هو ببساطة شديدة يشمل كل ما يتعلق بالسلوك البشري خيرا أو شرا.. مع التركيز بطبيعة الحال على الخير الذي يستند ضمن ما يستند على العرف والعادات والتقاليد وأصول الدين والضمير الحي.
بكل المقاييس الإنسان الذي يعيش وقد أحاطته سياجات من كل تلك العناصر الطيبة يصبح استعداده للانحراف أقل كثيرا كثيرا. . وطبعا الغش يعد واحدا من أشكال هذا الانحراف.
يعني ببساطة شديدة نضمن أجيالا وأفرادا يستثمرون إيجابيات الحياة ويلفظون سلبياتها وبالتالي لا نظل نعيد ونزيد كل عام في نفس الكلام إذا لم يتم استئصال الجذور المريضة من أساسها .
على الجانب المقابل قد يقول من يقول إن الأمر سوف يستغرق سنوات طوال حتى تتحقق الأهداف المأمولة.
نعم.. وألف نعم.. فلنبدأ من الآن وصدقوني بعد فترة وجيزة سوف نحقق أفضل النتائج بحيث يجد الطالب أو الطالبة الإجابات النموذجية أمامه على طاولة الامتحان.. فيأبى النظر إليها لأن خلقه القويم يمنعه من ارتكاب أي خطأ كبر أو صغر..وهذا لا يقتصر على الطلبة فقط بل على كل فئات المجتمع ومنهم أيضا أصحاب شركات السياحة إياها الذين ضحكوا على الناس وخدعوهم فكانت النتيجة سقوط العشرات من الضحايا في المملكة العربية السعودية فضلا عن فقدان كثيرين الذين تاهوا بين الفيافي والوديان دون أن يعثر أحد على أي أثر لهم حتى الآن.
أما في ظل علم الأخلاق وفي إطار التنشئة الاجتماعية السليمة فسوف تختفي كل تلك العواريات.
و..و..شكرا